الفصل الأول في ذكر من كان حدّادا في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم
روى البخاري (٢: ١٠٥) رحمه الله تعالى عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: دخلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم على أبي سيف القين، وكان ظئرا لإبراهيم، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمّه.
وقال أبو عمر ابن عبد البر في «الاستيعاب»(٥٥) ، قال أنس في حديث موت إبراهيم قال: فانطلق رسول الله صلّى الله عليه وسلم وانطلقت معه، فصادفنا أبا سيف ينفخ في كيره، وقد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت في المشي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتهيت إلى أبي سيف، فقلت: يا أبا سيف أمسك جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فأمسك، فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالصبيّ فضمه إليه وقال ما شاء الله أن يقول، فلقد رأيته يكيد بنفسه، قال: فدمعت عينا النبي صلّى الله عليه وسلم فقال: تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الربّ، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
الأولى: في «الصحاح»(٦: ٢١٨٥) القين: الحداد، والجمع القيون. ابن السكيت: يقال للحداد ما كان قينا، ولقد قان يقين قينا.