[الباب الأول في فضل الخازن الأمين، وفي معنى الخزن وتصريف الفعل منه]
١- فضل الخازن الأمين:
روى البخاري (٣: ١١٥)«١» رحمه الله تعالى عن أبي موسى الأشعريّ رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلم: الخازن الأمين الذي يؤدّي ما أمر به طيّبة نفسه، أحد المتصدّقين. انتهى.
٢- معنى الخزن:
ومعنى خزن الشيء: إحرازه وتغييبه. وفي «المحكم»(٥: ٦٢) خزن الشيء يخزنه خزنا، واختزنه: أحرزه. وفي «الديوان»(٢: ١٣٥) بفتح الزاي في الماضي وضمّها في المستقبل. وفي «الغريبين» : خزن له المال: إذا غيّبه. وقال ابن سيده:
والخزانة: الموضع الذي يخزن فيه الشيء. وفي التنزيل وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ (الحجر: ٢١) . والخزانة: عمل الخازن. وقال القاضي في «المشارق»(١: ٢٣٤) : الخزانة- بالكسر- اسم المكان الّذي يخزن فيه الشيء، وهو أيضا عمل الخازن. وقال الجوهري (٥: ٢١٠٨) المخزن ما يخزن فيه الشيء، والخزانة واحدة الخزائن، وخزنت السّرّ واختزنته: كتمته. قال الهرويّ: ويقال للسرّ من الحديث:
مختزن. وقال ابن سيده: وخزانة الإنسان: قلبه، وخازنه وخزّانه: لسانه، وكلاهما على التمثيل.
وقال لقمان لابنه: إذا كان خازنك حفيظا، وخزانتك أمينة، رشدت في أمريك: دنياك وآخرتك، يعني: اللّسان والقلب. انتهى.