روى البخاري (٣: ٨٠) رحمه الله تعالى عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال: جاءت امرأة ببردة، (قال: أتدرون ما البردة؟ فقيل له: نعم هي الشملة منسوج في حاشيتها) قالت: يا رسول الله إني نسجت هذه بيدي أكسوكها، فأخذها النبي صلّى الله عليه وسلم محتاجا إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره، فقال رجل من القوم: يا رسول الله اكسنيها، فقال: نعم، فجلس رسول الله صلّى الله عليه وسلم ما شاء الله في المجلس، ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه، فقال له القوم:
ما أحسنت: سألتها إياه، لقد عرفت أنه لا يردّ سائلا، فقال الرجل: والله ما سألته إلا لتكون كفني يوم أموت، قال سهيل: فكانت كفنه.
فوائد لغوية في أربع مسائل:
الأولى: في «الصحاح»(١: ٣٤٤) نسج الثوب ينسجه وينسجه نسجا، والصنعة: نساجة، والموضع: منسج ومنسج، والمنسج- بكسر الميم- الأداة التي يمد عليها الثوب لينسج. وفي «المحكم» : أصل النسج: ضمّ الشيء إلى الشيء، نسجت الريح التراب: سحبت بعضه على بعض، والورق والهشيم:
جمعت بعضه إلى بعض، والماء: ضربته فانتسجت فيه طرائق، ونسج الحائك الثوب من ذلك، لأنه ضمّ السدى إلى اللّحمة، وهو النّسّاج وحرفته النّساجة.
الثانية: في «المشارق»(١: ٨٣) البردة- بضم الباء- كساء مخطط، وجمعه:
برد- بضم الباء وفتح الراء- وقيل هي الشملة والنمرة. وقال أبو عبيد: هو كساء مربع أسود فيه صغر، وفسره في حديث البخاري: هي الشملة منسوج في حاشيتها،