: روى البخاري «١» رحمه الله تعالى عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي صلّى الله عليه وسلم في سفر، وكان معه غلام أسود يقال له:
أنجشة، يحدو، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم: ويحك يا أنجشة رويدك بالقوارير. انتهى.
فوائد لغوية في خمس مسائل:
الأولى: في «الصحاح»(٢٣٠٩٠٦) الحدو: سوق الإبل والغناء لها، وقد حدوت الإبل حدوا وحداء، زاد في «المحكم»(٣: ٢٧٤) وحدا بها، ورجل حاد وحدّاء، وأنشد غيرهما:[من الرجز]
فغنّها فهي لك الفداء ... إن غناء الإبل الحداء
الثانية: في «المشارق»(٢: ٢١٦) السكينة: قيل هي الرحمة، وقيل الطمأنينة، وقيل الوقار وما يسكّن به الإنسان.
الثالثة: في «الديوان»(٢: ٣٢٠) أعنق البعير: وهو أن ينفسح في سيره، والعنق- بفتح العين والنون معا: السير الفسيح.
الرابعة: في «الصحاح»(١: ٤٧٦) فلان يمشي على رود أي على مهل. وفي «الديوان» وهو تكبير رويد، وأنشد [من البسيط]
كأنه ثمل يمشي على رود
الخامسة: في «المشارق»(٢: ١٧٧) القوارير: أواني الزجاج، الواحدة قارورة شبّهن لضعف قلوبهنّ بقوارير الزجاج، وقيل: خشي عليهن الفتنة عند سماع الحداء الحسن، ويحتمل أنه أشار إلى الرفق في السير لئلا تسرع الإبل بنشاطها بالحداء فيسقطن.