يقال أصابه نضخ من كذا وهو أكثر من النّضح ولا يقال منه: فعل ولا يفعل. وقال أبو زيد «١» : النضخ: الرّشّ مثل النّضح وهما سواء، يقول: نضخت أنضخ بالفتح، والنّضاخ: المناضخة، قال الشاعر:[من الطويل]
به من نضاخ الشّول ردع كأنّه ... نقاعة حنّاء بماء الصّنوبر
وانتضخ الماء: ترشّش، وعين نضاخة: كثيرة الماء. قال أبو عبيدة في قوله تعالى: يهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ
(الرّحمن: ٦٦) أي فوارتان.
[الفصل الثالث في ذكر من كان يكتبها في زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه]
قال ابن الأثير (٣: ٥٥) قال نافع العبسي: دخلت حير الصدقة مع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، قال:
فجلس عثمان في الظل يكتب، وعليّ على رأسه يملّ عليه ما يقول عمر، وعمر قائم في الشمس في يوم شديد الحر عليه بردان أسودان، قد اتزر بأحدهما ولفّ الآخر على رأسه، يعدّ إبل الصدقة ويكتب ألوانها وأسنانها، فقال علي لعثمان في كتاب الله: يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (القصص: ٢٦) ثم أشار علي بيده إلى عمر فقال: هذا القوي الأمين. انتهى.
تنبيه:
قد تقدم ذكر عثمان رضي الله تعالى عنه في باب الرسول من هذا الكتاب، وذكر عليّ رضي الله تعالى عنه في باب القاضي منه أيضا فأغنى عن الإعادة هنا الآن.
فائدة لغوية:
في «الصحاح»(٢: ٦٤١) : الحير بالفتح شبه الحظيرة أو الحمى، ومنه الحير بكربلاء.