الفصل الأول في ذكر من ظلّل على رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالثوب
ذكر ابن إسحاق (١: ٤٩٢) رحمه الله تعالى في خبر هجرة النبي صلّى الله عليه وسلم عن رجال من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم قالوا: لما سمعنا بمخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم من مكة وتوكفنا قدومه كنا نخرج إذا صلينا الصبح إلى ظاهر حرّتنا ننتظر رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فوالله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظّلال؛ فإذا لم نجد ظلا دخلنا، وذلك في أيام حارّة، حتى إذا كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم جلسنا كما كنا نجلس، حتى إذا لم يبق ظلّ دخلنا بيوتنا؛ وقدم رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين دخلنا البيوت فكان أول من رآه رجل من اليهود، وقد رأى ما كنّا نصنع، وأنا ننتظر قدوم رسول الله صلّى الله عليه وسلم علينا، فصرخ بأعلى صوته يا بني قيلة:
هذا جدّكم قد جاء، قال: فخرجنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو في ظلّ نخلة، ومعه أبو بكر في مثل سنّه، وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلم قبل ذلك، وركبه الناس وما يعرفونه من أبي بكر؛ حتى إذا زال الظلّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قام أبو بكر فأظلّه بردائه، فعرفناه عتد ذلك.
انتهى.
وروى مسلم (١: ٣٦٧) رحمه الله تعالى عن أم الحصين رضي الله تعالى عنها