للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعده الياء أخت الواو: قرية جامعة وهي في طريق مكة إلى المدينة، وإنّما سمّيت السقيا لما سقت «١» من الماء العذب، وهي كثيرة الآبار والعيون والبرك. انتهى.

الفصل الثاني في ما جاء من أنه صلّى الله عليه وسلم كان يبرّد له الماء

روى مسلم (٢: ٣٩٦) عن جابر في حديثه الطويل في سيرة النبي صلّى الله عليه وسلم يقول فيه، قال: يعني جابرا- فأتينا العسكر، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: يا جابر ناد بوضوء، فقلت: ألا وضوء؟ ألا وضوء ألا وضوء؟ قال، قلت: يا رسول الله ما وجدت في الركب من قطرة، وكان رجل من الأنصار يبرّد لرسول الله صلّى الله عليه وسلم الماء في أشجاب له على حمارة من جريد، فقال لي: انطلق إلى فلان الأنصاريّ، فانظر هل في أشجابه من شيء؟ قال: فانطلقت إليه فنظرت فيها، فلم أجد فيها إلّا قطرة في عزلاء شجب منها لو أنّي أفرغه لشربه يابسه، قال: اذهب فأتني به، فأتيته به فأخذه بيده، ثم جعل يتكلم بشيء ما أدري ما هو ويغمزه بيده، ثم أعطانيه فقال: يا جابر ناد بجفنة فقلت: يا جفنة الركب فأتيت بها تحمل فوضعتها بين يديه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم بيده في الجفنة هكذا- فبسطها وفرّق بين أصابعه- ثم وضعها في قعر الجفنة وقال: خذ يا جابر فصبّ عليّ وقل: بسم الله، فصببت عليه وقلت: بسم الله، فرأيت الماء يفور «٢» من بين أصابع يد رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثم فارت الجفنة ودارت حتى امتلأت، فقال: يا جابر ناد من كان له حاجة بماء؟ قال: فأتى الناس فاستقوا حتى رووا، قال: فقال «٣» هل بقي أحد له حاجة؟ فرفع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يده من الجفنة وهي ملأى. انتهى.


(١) ط والبكري: سقيت.
(٢) مسلم: يتفور.
(٣) مسلم: قال فقلت.

<<  <   >  >>