في السير في عمرة الحديبية قال ابن إسحاق (٢: ٣١٤، ٣١٥) : دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم خراش بن أمية الخزاعي، فبعثه إلى قريش بمكة وحمله على بعير له يقال له «الثعلب» ليبلغ أشرافهم ما جاء له فعقروا به جمل رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأرادوا قتله، فمنعه الأحابيش فخلوا سبيله حتى أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثم دعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له، فقال: يا رسول الله إني أخاف قريشا على نفسي، وليس بها من بني عديّ بن كعب أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها، وغلظتي عليها، ولكني أدلّك على رجل أعزّ بها مني: عثمان بن عفان، فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم عثمان بن عفان فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وأنه إنما جاء زائرا للبيت ومعظما لحرمته. فخرج عثمان بن عفان إلى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاصي حين دخل مكة، أو قبل أن يدخلها، فحمله بين يديه ثم أجاره حتى بلّغ رسالة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلّغهم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إن شئت أن تطوف بالبيت، فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
فائدة:
في «المشارق»(١: ١٧٦) : الأحابيش هم حلفاء قريش، وهم الهون بن خزيمة بن مدركة، وبنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وبنو المصطلق من خزاعة «١» .