خيبر، وأعطاه رسول الله صلّى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقا. وجهيم هذا هو الذي رأى الرؤيا بالجحفة حين نفرت قريش لتمنع عن عيرها، ونزلوا بالجحفة ليتزودوا من الماء ليلا، فغلبت جهيما عينه فرأى فارسا وقف عليه فنعى إليه أشرافا من أشراف قريش.
وذكر ابن إسحاق رحمه الله تعالى رؤيا جهيم في «السير»(١: ٦١٨) في غزوة بدر فقال: لما نزلت قريش الجحفة، رأى جهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب رؤيا فقال: إني رأيت فيما يرى النائم- وإني لبين النائم واليقظان- إذ نظرت إلى رجل أقبل على فرس حتى وقف ومعه بعير له ثم قال: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وفلان وفلان، فعدّد رجالا ممن قتل يوم بدر من أشراف قريش، ثم رأيته ضرب في لبّة بعيره ثم أرسله في العسكر فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابه نضح من دمه، قال: فبلغت أبا جهل فقال: وهذا أيضا نبيّ آخر من بني المطلب سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقينا.
وذكر أبو محمد علي بن حزم رحمه الله تعالى:«جهيما» في «الجمهرة»(٧٣) وقال: هو الذي رأى الرؤيا بمكة حين سارت قريش إلى بدر. ومساق الرؤيا يدلّ على أنه إنما رآها بالجحفة.
٣- حذيفة بن اليمان
رضي الله تعالى عنه: قد تقدم ذكره في باب كاتب الجيش بما أغنى عن إعادته هنا.
فائدتان لغويتان:
الأولى: في «غريب القرآن» للعزيزي رحمه الله تعالى: زلفى: قربى، الواحدة زلفة وقربة.
الثانية: في «الصحاح»(١: ٤٣٣) : في حرف الخاء المعجمة: الأصمعي»
:
(١) قارن بأدب الكاتب لابن قتيبة: ٢٢٢، قال ابن قتيبة: ولا يقال من النضخ «فعلت» واللسان (نضخ) .