للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبو عبيدة والذين إليهم ... نفس المؤمّل للبقاء تتوق

فدعت قريش باسمه فأجابها ... إن المنوّه باسمه الموثوق

فوائد لغوية في ثلاث مسائل:

الأولى: في «الديوان» (٢: ٣٠٩) أجمعت الشيء جعلته جميعا. وفي «الصحاح» (٣: ١١٩٩) : قال الكسائي: أجمعت الأمر وعلى الأمر: إذا عزمت عليه، والأمر مجمع، وقال أيضا: أجمع أمرك ولا تدعه منتشرا. قال الشاعر: [من الطويل]

تهلّ وتسعى بالمصابيح وسطها ... لها أمر حزم لا يفرّق مجمع «١»

الثانية: في «المحكم» (٤: ٣٩١) : إنك لخليق بذلك، أي جدير. وفي «المشارق» (١: ١٤١) هو جدير بكذا: أي حقيق به.

الثالثة: في «الصحاح» (٣: ١٠٧٥) مكان دحض ودحض أيضا بالتحريك:

زلق، ودحضت رجله تدحض دحضا. قلت: وهذا مثل يضرب لكلّ من أخطأ الصواب، فيقال: زلقت قدمه وزلّت نعله. قال زهير، أنشده الأعلم في «أشعار الستة» : [من الطويل]

تداركتما الأحلاف قد ثلّ عرشها ... وذبيان قد زلّت بأقدامها النعل

«٢»

الفصل الخامس في ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يحتجّ به على صحّة استخلافه وصحة إمامته

رضي الله عنه قال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر في «الاستيعاب» (٩٦٩) رحمه الله تعالى:

استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته على من بعده بما أظهر من الدلائل البينة على محبته في ذلك، وبالتعريض الذي يقوم مقام التصريح،


(١) الشاعر هو أبو الحسحاس كما في اللسان والتاج (جمع) .
(٢) شرح ديوان زهير: ١٠٩ والأحلاف: عبس وفزارة، وثل عرشها: أصابها ما كسرها وهدمها؛ واللذان تداركا الأحلاف هما هرم بن سنان والحارث بن عوف.

<<  <   >  >>