صفوف في الصّلاة، كشف رسول الله صلّى الله عليه وسلم ستر الحجرة، فنظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسّم رسول الله صلّى الله عليه وسلم ضاحكا، قال: فبهتنا ونحن في الصلاة من فرح بخروج النبي صلّى الله عليه وسلم، ونكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصّفّ، وظنّ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم خارج للصلاة، فأشار إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم بيده: أن أتمّوا صلاتكم، قال: ثم دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأرخى السّتر، قال:
فتوفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم من يومه ذلك.
وفي «الدر المنظوم» لأحمد بن محمد بن أحمد اللخمي ثم العزفي «١» رحمه الله تعالى: قال ابن حبيب الهاشمي: صلى أبو بكر رضي الله تعالى عنه بالناس في مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلم سبع عشرة صلاة، قال: وكذا روى الدولابيّ.
تنبيه:
قد تقدم ذكر أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في باب الخليفة.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: قوله: رفع ستر الحجرة: في «الغريبين» كل ما منعت منه فقد حجرت عليه، ومنه الحجرة التي يحاط عليها في الدار.
وفي «الروض الأنف»(٤: ٢٦٧) : كانت بيوت النبي صلّى الله عليه وسلم تسعة بعضها من جريد مطيّن بالطين وسقفها جريد، وبعضها من حجارة موضوعة بعضها على بعض مسقفة بالجريد أيضا، وكان لكلّ بيت حجرة، وكانت حجرته عليه السلام أكسية من شعر مربوطة في خشب عرعر. انتهى.
الثانية: قوله «فبهتنا ونحن في الصلاة» : في «الأفعال»(٤/ ١: ١١٧)
(١) أبو العباس العزفي سمع الكثير وأجاز له ابن بشكوال، كانت وفاته سنة ٦٣٣؛ (الوافي بالوفيات ٧: ٣٤٩) وذكر الصفدي أن له كتابا في مولد النبي ولكنه لم يسمّه.