وعمه مصعب ومحمد بن إسحاق على أن اسمه أوس، وهؤلاء أعلم بطريق أنساب قريش، قال الزبير: هو أوس بن معير بن لوذان بن سعد بن جمح. وفي «الجماهر»(١٥٣) لابن حزم: أبو محذورة: أوس بن معير بن لوذان بن سعد بن جمح.
ولاه رسول الله صلّى الله عليه وسلم الأذان بمكة، فتوارثه بعد ولده إلى انقراض آخرهم في أيام الرشيد، وانقرض جميع عقب لوذان بن سعد بن جمح، فورث الأذان بمكة عنهم بنو سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح فهو فيهم إلى الآن.
وفي «الاستيعاب»(١٧٥٢) : كان أبو محذورة مؤذن رسول الله صلّى الله عليه وسلم بمكة، أمره بالأذان بها منصرفه من حنين، وكان سمعه يحكي الأذان، فأعجبه صوته، فأمر أن يؤتى به فأسلم يومئذ وأمره بالأذان فأذّن بين يديه، ثم أمره فانصرف إلى مكة، وأقرّه على الأذان بها، فلم يزل يؤذّن بها هو وولده، ثم عبد الله بن محيريز ابن عمه فلما انقطع ولد محيريز صار الأذان بها إلى ولد ربيعة بن سعد بن جمح.
وأبو محذورة وابن محيريز من ولد لوذان بن سعد بن جمح. قال الزبير: كان أبو محذورة أحسن الناس أذانا وأنداهم صوتا. قال: وأنشدني عمي مصعب لبعض شعراء قريش في أذان أبي محذورة «١» : [من الرجز]
أما وربّ الكعبة المستوره ... وما تلا محمد من سوره
والنغمات من أبي محذوره ... لأفعلنّ فعلة مشهوره
قال الطبري: توفي أبو محذورة بمكة سنة تسع وخمسين، وقيل سنة تسع وسبعين، ولم يهاجر ولم يزل مقيما بمكة حتى مات.
فائدة لغوية:
في «الاشتقاق» لابن سيّد: لوذان جد أبي محذورة: فعلان من لاذ يلوذ.
(١) هو أبو دهبل الجمحي، والرجز في ديوانه: ٩٩ وأنساب الأشراف ١: ٥٢٦.