للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقبرة ليدفنوه ناداهم قوم من بني مازن: والله لئن دفنتموه هنا لنخبرنّ الناس غدا، فاحتملوه وكان على باب، وإن رأسه ليقول طق طق، حتى صاروا به إلى حشّ كوكب، فاحتفروا له، وكانت عائشة بنت عثمان معها مصباح في حق، فلما أخرجوه ليدفنوه صاحت، فقال لها ابن الزبير: والله لئن لم تسكتي لأضربنّ الذي فيه عيناك، قال: فسكتت فدفن.

والحشّ: البستان، وكوكب: رجل من الأنصار، كان عثمان قد اشتراه وزاده في البقيع، فكان أوّل من دفن فيه.

(١٠٤٨) قال مالك: وكان عثمان يمر بحشّ كوكب فيقول: إنه سيدفن ها هنا رجل صالح، وقيل: إنهم لما دفنوه غيّبوا قبره، رحمه الله تعالى.

واختلف في سنّه حين قتله، فقيل ابن ثمانين سنة، وقيل ابن اثنتين وثمانين، وقيل ابن ست وثمانين، وقيل ابن تسعين. ولحسان بن ثابت يرثيه «١» :

[من البسيط]

ضحّوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطّع اللّيل تسبيحا وقرآنا

(١٠٥١) وللقاسم بن أمية بن أبي الصلت: [من الطويل]

لعمري لبئس الذّبح ضحّيتم به ... وخنتم رسول الله في قتل صاحبه

ولأيمن بن خريم «٢» : [من البسيط]

ضحّوا بعثمان في الشهر الحرام ضحى ... وأيّ ذبح حرام ويلهم ذبحوا

(١٠٤٩) ولحسّان بن ثابت أيضا «٣» : [من البسيط]

إن تمس دار بني عفان موحشة ... باب صريع وباب محرق خرب

فقد يصادف باغي الخير حاجته ... فيها ويأوي إليها الجود والحسب


(١) البيت في اللسان (عنن، ضحى) والعقد ٣: ٢٨٥ والمعارف: ٦٥، ١٩٣ والديوان ١: ٩٦ (وفيه مزيد من التخريج) .
(٢) ط: ولابن خريم (وسقط البيت بعده حتى قوله ولحسان بن ثابت أيضا) .
(٣) الطبري ١: ٣٠٦١ والعقد ٤: ٣٠٢ وأنساب الأشراف ٤/ ١: ٥٩٩ والديوان ١: ١٢٠.

<<  <   >  >>