أنت النبيّ ومن يحرم شفاعته ... يوم الحساب فقد أودى به القدر
فثبّت الله ما آتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: وأنت فثبتك الله يا ابن رواحة.
وعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: لقد رأيتنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحارّ الشديد الحرّ، حتى أن الرجل ليضع يده من شدّة الحرّ على رأسه، وما في القوم صائم إلا رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة.
وفي «السير»(٢: ٣٥٤) قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر قال:
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يبعث عبد الله بن رواحة إلى أهل خيبر خارصا بين المسلمين ويهود فيخرص عليهم، فإذا قالوا: تعدّيت علينا، قال: إن شئتم فلكم وإن شئتم فلنا، فتقول يهود: بهذا قامت السماوات والأرض.
قال ابن إسحاق (٢: ٣٥٤) : وإنما خرص عليهم عبد الله بن رواحة عاما واحدا ثم أصيب بمؤتة يرحمه الله، فكان جبّار بن صخر بن أمية بن خنساء أخو بني سلمة هو الذي يخرص عليهم بعد عبد الله بن رواحة.
قال أبو عمر ابن عبد البر في «الاستيعاب»(٩٠٠) : قصة عبد الله بن رواحة مع زوجته حين وقع على أمته مشهورة، رويناها من وجوه صحاح وذاك أنه مشى ليلا إلى أمة له فنالها وفطنت له امرأته فلامته فجحدها، وكانت قد رأت جماعه لها، فقالت له: إن كنت صادقا فاقرأ القرآن، فقال «١» : [من الوافر]
شهدت بأن وعد الله حقّ ... وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف ... وفوق العرش ربّ العالمينا
فقالت امرأته: صدق الله وكذبت عيني، وكانت لا تحفظ القرآن ولا تقرأه.
(١) انظر ديوان ابن رواحة: ١٦٥ وتخريج البيتين فيه (ص: ١٩٠) .