للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقاتل حتى قتل رحمة الله عليه وعلى إخوته. فبلغها الخبر فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة، لكلّ واحد مائتي درهم، حتى قبض رضي الله تعالى عنه.

فائدة تعريفية:

في «جماهر الأنساب» (٢٢) لأبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى: من بني الحارث بن بهثة بن سليم: العباس بن مرداس وإخوته: هبيرة وجزء ومعاوية وعمرو بنو مرداس وأمهم جميعا غير عباس وحده خنساء بنت عمرو الشاعرة.

فوائد لغوية:

قولهم في الحرب: شمّرت عن ساقها وجللت نارا على أرواقها وهي القرون جمع روق وهو القرن. وقولهم: إنها كالحة، والكالح الذي تتقلص شفتاه عن أسنانه في حال عبوسه حتى تبدو أسنانه، إنما يعنون بذلك شدّتها وعظم المشقة فيها، وليس لها ساق تقوم عليها، ولا روق تستعمله، ولا شفة ولا أسنان تكلح عنها، لكن لما كان ذلك من الأمور التي تستعمل في حال الشدة والمشقة استعيرت للحرب دلالة على ذلك.

وكذلك استعارة الاضطرام، وهو الاحتدام أيضا. واللظى وهو من أسماء النار. والوطيس وهو التنّور أو شبهه يختبز فيه. إنما هي دلالات على شدتها وعظم المشقة أيضا؛ وقولهم: حرب ضروس هي الشديدة الصعبة أيضا. قال الجوهري (٢: ٩٣٩) : ضرسهم الزمان: اشتد عليهم، وناقة ضروس: سيئة الخلق تعضّ حالبها. وأنشدوا في كتاب الحماسة (١: ٩٦) «١» :

وإنّي في الحرب الضّروس موكّل ... بتقديم نفس لا أريد بقاءها


(١) انظر شرح المرزوقي رقم: ٣٦ وديوان قيس: ١٠.

<<  <   >  >>