للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١٢٩٢) وهو معدود في المدنيين، وكان رجلا طوالا سناطا لم يكن في وجهه شعرة ولا شيء من لحية، وكان مع ذلك جميلا، رحمه الله تعالى ورضي عنه، وكانت الأنصار تقول: لوددنا أن نشتري لقيس بن سعد لحية بأموالنا. ومن أخباره في الكرم أن رجلا استقرض منه ثلاثين ألفا، فلما ردّها إليه أبى أن يقبلها وقال: إنا لا نعود في شيء أعطيناه.

(١٢٩٣) »

وكان له مال كثير ديونا على الناس، فمرض واستبطأ عوّاده، فقيل له: إنهم يستحيون من أجل دينك، فأمر مناديا فنادى من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو له، فأتاه الناس حتى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه.

(١٢٩٢) «٢» وتوفي أبوه عن حمل لم يعلم به، فلما ولد وقد كان سعد قسم ماله حين خروجه من المدينة، فكلم أبو بكر وعمر في ذلك قيسا، وسألاه أن ينقض ما صنع سعد من تلك القسمة، فقال: نصيبي للمولود ولا أغيّر ما صنع أبي ولا أنقضه.

قال أبو عمر (١٢٩٢) «٣» : وقصّته مع العجوز التي شكت إليه أنه ليس في بيتها جرذ، فقال لها: ما أحسن ما سألت، أما والله لأكثّرنّ من جرذان بيتك، فملأ بيتها طعاما وودكا وأداما صحيحة.

فائدتان لغويتان:

الأولى: في «المحكم» السّناط والسّناط والسّنوط كله: الذي لا لحية له، وقيل: هو الذي لا شعر في وجهه البتة، وقد سنط فيهن. وفي «الأفعال» لابن طريف: سنط وسنط بضم النون وكسرها سنطا: لم ينبت له لحية فهو سناط.


(١) القصة في البصائر ٤: ٢٩٨ والصداقة والصديق: ٢٣ والمستجاد: ١٧٦ وسراج الملوك: ١٥٥ ولباب الآداب: ١٠٩ والتذكرة الحمدونية ٢ رقم: ٧٠٦ وسير الذهبي ٣: ١٠٧ وربيع الأبرار: ٣٤١/ أوالمستطرف ١: ١٥٨.
(٢) الخبر في الكامل للمبرد ٢: ١١٦ والتذكرة الحمدونية ٢ رقم: ٢٠٦ وسير الذهبي ٣: ١٠٧.
(٣) قصة تتردد في المصادر الأدبية، وانظر سير الذهبي ٣: ١٠٦.

<<  <   >  >>