للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خرج مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى بدر فكسر بالرّوحاء، فردّه رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب له بسهمه وأجره. وشهد معه أحدا فثبت معه يومئذ حين انكشف الناس، وبايعه على الموت، وقتل عثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي يومئذ وأخذ سلبه، فسلّبه رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولم يسلب يومئذ غيره، ثم شهد بئر معونة فقتل يومئذ شهيدا، وكان هو وعمرو بن أمية في السرح، فرأيا الطير تعكف على منازلهم فأتوا فإذا أصحابهم مقتولون، فقال لعمرو: ما ترى؟

قال: أرى أن ألحق برسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال الحارث: ما كنت لأتأخر عن موطن قتل فيه المنذر، فأقبل حتى لحق القوم فقاتل حتى قتل.

قال عبد الله بن أبي بكر: ما قتلوه حتى أشرعوا له الرماح فنظموه بها حتى مات، وأسر عمرو بن أمية. وفيه يقول الشاعر يوم بدر «١» : [من الرجز]

يا ربّ إن الحارث بن الصمّه ... أهل وفاء صادق وذمّه

أقبل في مهامه ملمه ... في ليلة ظلماء مدلهمه

يسوق بالنبيّ هادي الأمه ... يلتمس الجنّة فيها ثمّه

تنبيه:

إنما قلت إن الحربة التي تناولها رسول الله صلّى الله عليه وسلم من يد الحارث هي حربته عليه الصلاة والسلام لا حربة الحارث لأنه لم يكن- صلى الله عليه وسلم- ليشرك الحارث معه في جهاده، بدليل امتناعه صلّى الله عليه وسلم من قبول الراحلة التي أعدها له أبو بكر، رضي الله تعالى عنه، وقت الهجرة إلا بثمنها حسبما ثبت ذلك في خبر الهجرة ليخلص له صلّى الله عليه وسلم أجر هجرته ولا يشركه فيها أحد.


(١) الرجز في أسد الغابة ١: ٣٣٤ ومنه ثلاثة أشطار في الإصابة ١: ٢٩٤.

<<  <   >  >>