صلى الله عليه وسلم بيتنا الأسفل وكنت في الغرفة، فأهريق ماء في الغرفة، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة نتتبع الماء، شفقة أن يخلص إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ونزلنا إلى النبي صلّى الله عليه وسلم وأنا مشفق، فقلت: يا رسول الله إنه ليس ينبغي أن نكون فوقك، انتقل إلى الغرفة، فأمر النبي صلّى الله عليه وسلم بمتاعه أن ينقل، ومتاعه قليل. وذكر تمام الحديث.
قال أبو عمر (٤٢٥) : وكان أبو أيوب مع علي بن أبي طالب في حروبه كلّها، ثم مات في القسطنطينية من بلاد الروم في زمن معاوية، وكانت غزاته تلك تحت راية يزيد، وكان أميرهم يومئذ.
(١٦٠٧) ولما أمّر معاوية يزيد على الجيش إلى القسطنطينية جعل أبو أيوب يقول: وما عليّ أن أمّر عليّ شاب، فمرض في غزوته تلك، فدخل عليه يزيد يعوده وقال له: أوصني، قال: إذا مت فكفنوني، ثم مر الناس فليركبوا ثم يسيرون في أرض العدو حتى إذا لم يجدوا مساغا فادفنوني ففعلوا ذلك.
وأمر يزيد (١٦٠٦) بالخيل فجعلت تقبل وتدبر على قبره حتى عفا أثر قبره.
وقيل إن الروم قالت للمسلمين في صبيحة دفنهم لأبي أيوب: لقد كان لكم الليلة شأن، فقالوا: هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا، صلى الله عليه وسلم وأقدمهم إسلاما، وقد دفناه حيث رأيتم، والله لئن نبش لا ضرب لكم بناقوس «١» في أرض العرب ما كانت لنا مملكة.
قال ابن القاسم عن مالك: بلغني عن قبر أبي أيوب رضي الله تعالى عنه: أن الروم يستصحّون به ويستشفون.
قال أبو عمر: مات أبو أيوب سنة خمسين أو إحدى وخمسين من التاريخ، وقيل بل كان ذلك سنة اثنتين وخمسين، وهو الأكثر، في غزوة يزيد القسطنطينية.