للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جعفر من المهاجرين الأولين هاجر إلى أرض الحبشة، وقدم منها على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح خيبر فتلقاه النبي صلّى الله عليه وسلم واعتنقه وقال:

ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أبو بفتح خيبر. وكان قدوم جعفر وأصحابه من أرض الحبشة في السنة السابعة من الهجرة، واختط له رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى جنب المسجد.

ثم غزا غزوة مؤتة، وذلك في سنة ثمان من الهجرة، فقتل فيها، قاتل فيها رضي الله تعالى عنه حتى قطعت يداه جميعا، ثم قتل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إن الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء، فمن هنالك قيل له: جعفر ذو الجناحين.

(٢٤٣) روينا عن ابن عمر أنه قال: وجدنا ما بين صدر جعفر بن أبي طالب ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحة ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح، وقد روي أربع وخمسون جراحة، والأول أثبت. ولما أتى النبيّ صلّى الله عليه وسلم نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها في زوجها جعفر، ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعماه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: على مثل جعفر فلتبك البواكي.

وعن ابن المسيب قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: مثّل لي جعفر وزيد وابن رواحة في خيمة من درّ، كلّ واحد منهم على سرير، فرأيت زيدا وابن رواحة في أعناقهما صدود، ورأيت جعفرا مستقيما ليس فيه صدود، قال: فسألت، أو قيل لي: إنهما حين غشيهما الموت أعرضا أو كأنهما صدّا بوجههما وأما جعفر فلا. وجعفر أول من عرقب فرسا في سبيل الله نزل يوم مؤتة إذ رأى الغلبة فقاتل حتى قتل.

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ولا وطىء التراب بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أفضل من جعفر.

<<  <   >  >>