وفي «الجماهر»(٢٦٨) لابن حزم: الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن ثقيف.
فائدة لغوية:
الفارابي (١: ٢٣٦) في باب فعل- بفتح الفاء والعين-: الكلدة قطعة من الأرض غليظة وبها سمّي الرجل.
واختلف في إسلامه: ففي «الاستيعاب»(٢٨٣) لابن عبد البر: الحارث بن الحارث بن كلدة الثقفي كان أبوه طبيبا في العرب حكيما، وهو من المؤلفة قلوبهم معدود فيهم، وكان من أشراف قومه. وأما أبوه الحارث بن كلدة فمات في أول الإسلام ولم يصحّ إسلامه. روي أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمر سعد بن أبي وقاص أن يأتيه يستوصفه في مرض نزل به، فدلّ ذلك على أنه جائز أن يشاور أهل الكفر في الطب إذا كانوا من أهله والله أعلم. انتهى.
وفي «المعارف»(٢٨٨) لابن قتيبة: كان الحارث بن كلدة طبيب العرب، وكان عقيما لا يولد له، وأسلم الحارث ومات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وكان كسرى وهب سمية وهي من أهل زندورد لأبي الخير، ملك من ملوك اليمن، فلما رجع إلى اليمن مرض بالطائف، فداواه الحارث فوهبها له، فلما حاصر رسول الله صلّى الله عليه وسلم الطائف قال: أيما عبد نزل إليّ فهو حر، فنزل أبو بكرة واسمه نفيع، وأراد أخوه نافع أن يدلي نفسه فقال له الحارث: أنت ابني فأقم، فأقام ونسبا جميعا إليه، وأمهما سمية، وهي أم زياد بن أبي سفيان.
ولما أسلم أبو بكرة وحسن إسلامه ترك الانتساب إلى الحارث، وكان يقول: أنا مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وتوفي الحارث فلم يقبض أبو بكرة ميراثه، وكان زوج سمية يسمى مسروحا. انتهى.
قلت: واختلف في وقت موته، قال أبو عمر في «الاستيعاب» حسبما تقدم:
إنه مات في أول الإسلام. وقال أبو الفرج الجوزي في «مختصر الحلية»(١: ١٠٠) عن ابن شهاب: إن أبا بكر رضي الله تعالى عنه والحارث بن كلدة كانا يأكلان