عشرة في خلافة عمر رضي الله تعالى عنهما، وصلّى عليه عمر، بعد أن مشى معه إلى البقيع، ووقف على قبره حتى دفن. انتهى.
تنبيه:
قول النبي صلّى الله عليه وسلم لنوفل بن الحارث: كأني أنظر إلى رماحك يا أبا الحارث تقصف أصلاب المشركين من معجزاته بإخباره بالغيب صلّى الله عليه وسلم، فقد نصره الله تعالى يوم حنين وقتل المشركين، حتى قتل منهم أبو طلحة الأنصاري رضي الله تعالى عنه عشرين رجلا وحده وأخذ أسلابهم.
وروى أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى في «الاستيعاب» عن أنس بن مالك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال يوم حنين: من قتل كافرا فله سلبه.
فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم.
فوائد لغوية في أربع مسائل:
الأولى: في «المحكم»(٣: ٢٥٥) الرمح من السلاح معروف، وجمعه أرماح، والكثير رماح، ورجل رمّاح: صانع الرماح ومتخذها، وحرفته الرماحة.
الثانية: في «المحكم» شركة المفاوضة: الشركة العامة في كل شيء، يقال:
متاعهم فوضى بينهم إذا كانوا فيه شركاء، ويقال: فوضى فضا، قال:
[من الطويل]
طعامهم فوضى فضا في رحالهم ... ولا يحسنون الشرّ إلّا تناديا «١»
وفي «المشارق»(٢: ٢٤٨) الشّركة- بفتح الشين وكسر الراء- والشرك:
مكسور الشين في البيع وغيره معلوم. انتهى.
الثالثة: جدّة- بضم الجيم- ساحل مكة قاله البكري (٣٧١) وفي «رحلة ابن جبير»(٧٩- ٨٠) أن بينها وبين مكة يومين.
(١) هو للمعذل البكري كما في اللسان (فضا) ؛ وفي ط ر: ولا يحسنون السدّ (ولعله: السوء) .