للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقول بعض شعراء الأندلس، أنشدهما الكاتب أبو بكر الصابوني «١» في كتابه «مسامرة الأمراء» ولم يسمه [من الكامل]

في خدّها ماء الشبيبة جائل ... مترقرق في وجنة من نور

وكأن صدغيها على صفحاتها ... نونان من سبج على بلّور

وأشار بتشبيههما بالنونين إلى تعقيفهما، وقد يفعل ذلك فيهما كثيرا.

وقول القاضي يحيى بن صاعد بن يسار من شعراء «الخريدة» : [من الطويل]

ولما التقى الياقوت والدرّ والسبج ... من الخدّ والأسنان والصدغ ذي العوج

أتاح لها الباري زمرد عينها ... فتمّ به عقد الملاحة وازدوج

وقد أشار بوصفهما بالعوج إلى تعقيفهما، كما أشار إليه الذي قبله حسبما نبهت عليه. وإنما جعل عينها من الزمرد لأنها كانت زرقاء، وقد صرّح بذلك في قوله أيضا بمدح الزرقة في العينين: [من الكامل]

ما شانها والله زرقة عينها ... بل صار ذاك زيادة في زينها

كادت أساود شعرها تسطو على ... عشّاقها لولا زمرّد عينها

وأشار هنا إلى قول أصحاب الخواص: إن الحية إذا نظرت إلى الزمرد الفائق انفقأت عيناها.

ومما جاء من تشبيهها بالعقارب قول أبي حفص عمر بن إبراهيم التجاني، أنشدهما الفقيه أبو محمد عبد المهيمن الحضرمي في «الاستعارات» : [من الكامل]

أخذت لآرام الفلاة نفورها ... وخصورها والطول من أعناقها

ويودّ قلبي لدغ عقرب صدغها ... علما بأن الريق من درياقها


(١) أبو بكر محمد بن أحمد الصابوني شاعر إشبيلية في وقته، هاجر إلى تونس وعاش في رحاب الدولة الحفصية، ثم ارتحل فأقام بالإسكندرية والقاهرة وكانت وفاته سنة ٦٣٦ (اختصار القدح المعلى: ٦٩ والوافي ٢: ٩٩ والفوات ٣: ٢٨٤ والمقتضب من تحفة القادم: ١٦١ والمغرب ١: ٢٦٣ وصفحات متفرقة من نفح الطيب) .

<<  <   >  >>