وعنه رضي الله تعالى عنه أنه سئل عن سلمان قال: علم العلم الأول والآخر، بحر لا ينزف، هو منّا أهل البيت.
(٦٣٦) وقال أبو هريرة: سلمان صاحب الكتابين، قال قتادة: يعني: الإنجيل والفرقان.
(٦٣٧) وقال كعب الأحبار: سلمان حشي علما وحكمة.
(٦٣٥) قال أبو عمر: كان خيرا فاضلا، حبرا عالما، زاهدا متقشفا.
وعن الحسن «١» : كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به، ويأكل من عمل يده، وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها.
وعن معمر عن رجل من الصحابة قال: دخل قوم على سلمان رضي الله تعالى عنه وهو أمير على المدائن، وهو يعمل هذا الخوص، فقيل له: لم تعمل هذا وأنت أمير يجري عليك رزق؟ فقال: إني أحبّ أن آكل من عمل يدي. انتهى.
وقال الخطيب في «تاريخ بغداد»(١: ١٦٣) : ولم يزل سلمان بالمدينة حتى غزا المسلمون العراق فخرج معهم وحضر فتح المدائن ونزلها حتى مات بها. وقبره الآن معروف ظاهر بقرب إيوان كسرى، وعليه بناء، وهناك خادم مقيم يحفظ الموضع وعمارته والنظر في أمر مصالحه، وقد رأيت الموضع وزرته غير مرة. انتهى.
قال أبو عمر (٦٣٨) : توفي سلمان رضي الله تعالى عنه آخر خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين، وقيل بل توفي سنة ست وثلاثين في أولها، وقيل توفي في خلافة عمر، والأول أكثر، والله أعلم.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
الأولى: جيّ اسم القرية التي كان منها سلمان رضي الله تعالى عنه، ذكرها
(١) حلية الأولياء ١: ١٩٧- ١٩٨ وصفة الصفوة ١: ٢١٧ وزهد بن حنبل: ١٥٠ وطبقات ابن سعد ٤: ٨٧ والتذكرة الحمدونية ١: ١٤٤ وربيع الأبرار ٤: ٣٧٧.