للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ها قد محضت لك النصيحة طائعا … وأعدت نفسى بعد طول نفار

الدّهر أقصر أن تفرّق بيننا … أيّامه بالعتب وهى عوارى

لا كانت الدّنيا إذا هى لم تفد … إسداء معروف إلى الأحرار

ولئن جنحت لما يكدّر بعدها … حسبى وحسبك عالم الأسرار

ومن نثره فى جوابه (١):

«لا زالت محامدها فى محافل الفضائل مجلوّة، وممادحها فى البكر والأصائل بألسنة الأثنية والأدعية متلوّة، وتأمّله بعين المقة (٢) والإغضاء، وتحقّق ممّا تضمّنه فى جميع الأنحاء، ومولانا لا يذكر (٣) هذه الأمور الماضية وينبذها ظهريّا، ويمحو آثارها لتصبح بالصّفا نسيا منسيّا».

وله أيضا ممّا قرأته بخطّ الشيخ تاج الدّين الدّشناوىّ (٤)، وقد أجاز لى:

لك الفضل فى شكر امرئ لم يكن له … إليك من الإحسان ما يوجب الشّكرا

ولكنّ أفعال الكريم كريمة … إذا صدرت تستعبد العبد والحرّا

وهو الذى بنى على الضّريح النّبوىّ هذه القبّة الموجودة الآن، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وقصد خيرا وتحصيل ثواب، وقال بعضهم: أساء الأدب، بعلوّ النّجّارين ودقّ الحطب، وفى تلك السنة حصل بينه وبين بعض الولاة كلام، فوصل مرسوم بضرب الكمال فضرب، فكان من يقول: إنّه أساء الأدب، وإنّ هذا مجازاة له.


(١) فى ا و ج: «فى كلامه».
(٢) المقة- بكسر الميم وفتح القاف- المحبة؛ انظر: القاموس ٣/ ٢٩٠.
(٣) فى التيمورية: «لا يطرح».
(٤) هو محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، وستأتى ترجمته فى الطالع.

<<  <  ج: ص:  >  >>