للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصادره الأمير علم الدّين الشّجاعىّ، وخرّب داره وأخذ رخامها وخزائنها، ويقال إنّها بالمدرسة المنصوريّة (١).

وكان يقع منه عجائب، فيظنّ بعضهم أنّ له رئيا من الجنّ يخبره؛ حكى لى [صاحبنا الشيخ محمد بن نجم الدّين حسن بن السّديد العجمىّ، قال: قال لى أبى]: إنّى كنت فى طريق عيذاب (٢)، ومعنا شخص من المغاربة فمات، ففتّشته (٣) فوجدت معه


(١) المدرسة المنصورية: هى من داخل باب المارستان المنصورى الكبير القائم إلى الآن بخط بين القصرين بالقاهرة- انظر فيما يتعلق به تاريخ البيمارستانات فى الإسلام/ ٨٣ - أنشأها هى والقبة التى تجاهها والمارستان الملك المنصور قلاوون؛ بإشراف علم الدين سنجر بن عبد الله الشجاعى المنصورى- وكان من مماليكه- ورتب لها دروسا أربعة لطوائف الفقهاء الأربعة، ودرسا للطب، ورتب بالقبة درسا للحديث النبوى، وآخر لتفسير القرآن الكريم، قال المقريزى: «وكانت هذه التداريس لا يليها إلا أجل الفقهاء المعتبرين، ثم هى اليوم كما قيل:
تصدر للتدريس كل مهوس … بليد يسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا … ببيت قديم شاع فى كل مجلس»
ويحدثنا المقريزى فى السلوك أنه قد بدئ فى عمارتها فى الثامن عشر من ربيع الأول سنة ٦٨٢ هـ، وقد نجزت هذه العمارة عام ٦٨٣ هـ، ولما تم بناؤها امتدح الشرف البوصيرى الملك المنصور بقوله:
أنشأت مدرسة وبيمارستانا … لتصحح الأديان والأبدانا
فأعجب المنصور قوله وأجزل عطاءه.
والأستاذ رمزى يذكر تواريخ للمدرسة مخالفة، ولم يطلع على ما كتبه المقريزى فى السلوك، ولذلك اتهمه بأنه لم يذكر تاريخ إنشاء المدرسة، ثم يقول:
«وهذه الأماكن واقعة بشارع المعز لدين الله (بين القصرين سابقا) بالقاهرة، ولم يبق من مبانى المدرسة القديمة غير الإيوان الشرقى وما فيه من الزخارف الجميلة ثم محرابها البديع»؛ انظر: خعلط المقريزى ٢/ ٣٧٩ وما بعدها، والسلوك ١/ ٧١٦ و ٧٢٥، وحسن المحاضرة ٢/ ١٤٥، والخطط الجديدة ٢/ ١٣، وما كتبه الأستاذ رمزى فى النجوم الزاهرة ٧/ ٣٢٥ ح ٢، وانظر أيضا: تاريخ المساجد الأثرية ١/ ١١٤.
(٢) ضبطها ياقوت وأبو الفداء فى تقويم البلدان وابن خلكان بفتح العين المهملة ثم السكون وذال معجمة وباء موحدة آخر الحروف، وخالف صاحب القاموس فكسر العين، وهى بليدة على البحر الأحمر، يخرج منها الركب المصرى المتوجه إلى الحجاز عن طريق قوص، ويقول الرحالة ناصر خسرو:
«ومدينة عيذاب هذه تقع على شاطئ البحر وبها مسجد جمعة، وسكانها خمسمائة، وهى تابعة لسلطان مصر، وفيها تحصل المكوس على ما فى السفن الوافدة من الحبشة وزنجبار واليمن، ومنها تنقل البضائع على الإبل إلى أسوان»؛ انظر: سفرنامه/ ٧٢، ومعجم البلدان ٤/ ١٧١، وتقويم البلدان/ ١٢٠ و ١٢١، والقاموس ١/ ١٠٢، وصبح الأعشى ٣/ ٤٦٤، وأخبار الدول للقرمانى/ ٤٦٦، والخطط الجديدة ١٤/ ٥٤، وقاموس الأمكنة/ ١٥٤، وإعجام الأعلام/ ٢٢٩.
(٣) كذا فى س، وهى أيضا فى ابن الفرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>