للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصنّف كتاب «الجنان (١) ورياض الأذهان»، ذيّل به على «اليتيمة» (٢)، وذكره ابن خلّكان وغيره، وأنشدوا له:

جلّت لدىّ الرّزايا بل جلت هممى … وهل يضرّ جلاء الصّارم الذّكر

غيرى يغيّره عن حسن شيمته … صرف الزّمان وما يلقى (٣) من الغير

لو كانت النّار للياقوت محرقة … لكان يشتبه الياقوت بالحجر

لا تغررنّ (٤) بأطمارى وقيمتها … فإنّما هى أصداف على درر

ولا تظنّ خفاء النّجم عن (٥) صغر … فالذنب فى ذاك محمول على البصر

وذكره الحافظ أبو الطّاهر أحمد السّلفىّ (٦) وقال: كان من أفراد الدّهر فضلا فى فنون كثيرة، ولّى نظر الدّواوين بالإسكندرية بغير اختياره [فأرضى النّاس وخصوصا الفقهاء]، ثم قتل ظلما فى شهر المحرّم سنة ثلاث وستّين وخمسمائة.

أخيرنا الفقيه المفتى أبو العبّاس [أحمد بن المصفى] الإسكندرانىّ، أخبرنا الحافظ منصور بن سليم إجازة، أخبرنا عبد الوهاب بن ظافر الرّواجىّ، أخبرنا الحافظ السّلفىّ، فيما كتب به إلىّ، أنبأنى غير واحد عن الحافظ المنذرىّ، قرأت على ابن الصابونىّ عن


(١) ذكره ياقوت باسم «جنان الجنان وروضة الأذهان»، وقال إنه فى أربع مجلدات، يشتمل على شعر شعراء مصر ومن طرأ عليهم؛ المعجم ٤/ ٥٥، وذكره العماد فى الخريدة ١/ ٢٠٢، وحاجى خليفة فى كشف الظنون/ ٦٠٦، والكتاب مصدر مهم للشعر المصرى فى العصر الفاطمى، وقد اعتمد عليه ابن سعيد فى «المغرب»، والعماد فى «الخريدة».
(٢) هى «يتيمة الدهر فى محاسن أهل العصر» لأبى منصور عبد الملك بن محمد الثعالبى المتوفى سنة ٤٣٠ هـ، انظر: كشف الظنون/ ٢٠٤٩، وفهرس الدار ٣/ ٤٣٨، واكتفاء القنوع/ ٢٧٢، ومعجم سركيس/ ٦٦٠.
(٣) فى ابن خلكان: «وما ياتى».
(٤) كذا فى س: وفى بقية الأصول: «لا تغتررن»، وقد ورد هذا البيت فى ط آخر الأبيات، وهو خطأ فى الترتيب؛ انظر: ابن خلكان ١/ ٥٢.
(٥) فى ابن خلكان: «من صغر».
(٦) انظر: معجم السلفى (نسخة مصورة بدار الكتب المصرية) الورقة/ ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>