للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جمعن شتيت الحسن من كلّ وجهة … فحيّرن أفكارى وشيّبن مفرقى (١)

وغازلها قلبى بودّ محقق … وواصلها ذكرى بحمد مصدّق

وما كنت عشّاقا لذات محاسن … ولكنّ من يبصر جفونك يعشق

ولم أدر والألفاظ منها شريفة … إلى الشّمس تسمو أم إلى البدر ترتقى

إنّما هى جملة إحسان، يلقى الله الرّوح من أمره على قلبها، أو روضة بيان تؤتى أكلها كلّ حين بإذن ربّها، أو ذات فضل اشتملت على أدوات الفضائل، وجنت ثمار العلوم فاجتنتها بالضّحى والأصائل، أو نفس زكت فى صنيعها، فنفث روح القدس فى روعها، فسلكت سبل البيان ذللا، وعدمت مماثلا فأصبحت لأبناء المعالى مثلا، أو سرت إلى جوز (٢) المعانى فقسم لها واهب النّعم أشرف الأقسام/ فجادت فى الإنفاق، ولم تمسك خشية الإملاق، وقيّدت نفسها فى طلق الطّاعة فجاءها توقيع التّفضيل على الإطلاق:

ابن لى معزاها (٣) أخا الفهم إنّها … إلى الفضل تعزى أم إلى المجد تنسب؟

هى الشّمس إلّا أنّ فكرك مشرق … بإبدائها عندى وصدرى مغرب

وقد أبدعت من فضلها وبديعها … فجاءت إلينا وهى عنقاء (٤) مغرب

فأعرب عن كلّ المعانى فصيحها … بما عجزت عنه نزار ويعرب


(١) مفرق- كمجلس أو كمقعد- وسط الرأس، وهو الذى يفرق فيه الشعر؛ القاموس ٣/ ٢٧٤.
(٢) الجوز- بفتح الجيم- وسط الشئ ومعظمه؛ القاموس ٢/ ١٧٠، وفى النسخة ا: «حوراء المعانى» خطأ.
(٣) فى ط: «مغزاها» بالغين المعجمة خطأ، والمعزى- بالعين المهملة- الاعتزاء، أى الانتماء والانتساب؛ انظر: اللسان ١٥/ ٥٢.
(٤) العنقاء المغرب- بضم الميم والباء- وعنقاء مغرب ومغربة- بالضم أيضا فيهما- ومغرب بالجر على الإضافة: طائر معروف الاسم مجهول الجسم، أو طائر عظيم يبعد فى طيرانه، أو من الألفاظ الدالة على غير معنى .. ؛ انظر: القاموس ١/ ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>