للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«هذه اليتيمة أيّدك الله ملحة الإمحاض (١)، وتحكيم الألفاظ فى أبعاض الأغراض، لتسرح مقل الخواطر فى مختلفات الأنواع، ويتنوّع الوارد على القلوب والأسماع، وإلّا فلا تقابل فى الأدوات، وإن وقع التّماثل فى الذّوات، فكالجمع فى التّورية بين السّراج والشّمس، واشتمال الإنسانيّة على القلامة والنّفس، والتّوارد الإدراكىّ بين كلّىّ العقل وجزئىّ الحسّ، وكالعناصر فى افتقار الذّوات إليها، وإن تميّزت الحرارة منها عليها، وكالمشاركة الحيوانيّة فى البضعة اللّسانيّة، واختصاص النّاطقيّة بالذات الإنسانيّة …

«فسيّدنا ثمر الرّوض ونسيمه، وسواه ثراه وهشيمه، وهو زهره وأنداؤه، وغيره شوكه وغثاؤه (٢)، والبدر نوره وإشراقه، وسواه هلال ليلته ومحاقه، اشتراك فى الأشخاص، وامتياز فى الخواص، ومشابهة فى الأنواع والأجناس، ومغايرة فى العقول والحواس، كالورد والشقيق (٣)، والبهرمان (٤) والعقيق (٥)، تماثلا فى الجوهر والأعراض، وتغايرا فى تمييز الأغراض، فسيّدنا فى كلّ جنس رئيسه، ومن كلّ جوهر نفيسه …

وأمّا حسناء العبد- على مذهبهم فى تسميتهم القبيح بالحسن، والحسن بالقبيح،


(١) فى ط: «الإحماض» وهو تحريف، والإمحاض: الإخلاص، من أمحضه الود: أخلصه؛ القاموس ٢/ ٣٤٣.
(٢) الغثاء- كغراب- الزبد والهالك والبالى من ورق الشجر المخالط زبد السيل؛ القاموس ٤/ ٣٦٨.
(٣) الذى فى المعاجم «شقائق» النعمان للجمع والمفرد، وقيل للمفرد: شقيقة، سميت لحمرتها تشبيها بشقيقة البرق، وأضيفت إلى ابن المنذر لأنه جاء إلى موضع فيه من الشقائق ما راقه فحماه؛ انظر: القاموس ٣/ ٢٥٠، وانظر مادة «شقق» فى الصحاح واللسان، وانظر أيضا فيما يتعلق بشقائق النعمان: المعتمد فى الأدوية المفردة/ ١٨٥.
(٤) البهرمان: العصفر أو ضرب منه؛ انظر: الجماهر للبيرونى/ ٣٥، والقاموس ٤/ ٨٢، والمعتمد/ ٢٨، والعصفر: نبات يصبغ به؛ انظر: اللسان ٤/ ٥٨١، وانظر أيضا: المعتمد/ ٢٢٦، والقاموس ٢/ ٩١.
(٥) قال المجد: «خرز أحمر يكون باليمن وبسواحل بحر رومية»؛ انظر: القاموس ٣/ ٢٦٦ وفيما يتعلق بالعقيق انظر أيضا: الجماهر للبيرونى/ ١٧٢، والمعتمد/ ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>