للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان النّاس مختلفين/ فيه: منهم من زعم (١) أنّه من قوم يونس … ! ومنهم من يقول:

صلّى خلف الشافعىّ، وأنّه رأى القاهرة أخصاصا … !، قال: فسألنى (٢) بعض الصالحين أن أسأله، فجاءنى غلام العمّ وقال: الشّيخ أبو العبّاس فى البيت يطلبك (٣)، وكنت غسلت ثوبى، ولا ثوب لى سواه، فقمت واشتملت بشئ ورحت إليه، فوجدته متوجّها فسلّمت عليه وجلست، وسألته عما جرى بمكّة، وكنت أعتقد أنّه يحجّ كلّ سنة، فإنّه كان زمان الحجّ يغيب أياما يسيرة، ويأتى ويخبر بأخبارها، فلمّا سألته أخبرنى بما جرى بمكّة، ثمّ افتكرت ما سأله ذلك الرجل الصالح، فحين حضرنى، التفت إلىّ وقال: يا فتى ما أنا من قوم يونس، [إنّما] أنا شريف حسينىّ، وأمّا الشافعىّ فمتى مات … ؟ صلّيت خلفه، وكان جامع مصر سوقا (٤) للدّواب، وكانت القاهرة أخصاصا … !! فأردت أن أحقّق عليه، وقلت: صلّيت خلف الإمام الشافعىّ محمد بن إدريس؟! فتبسّم وقال: فى النّوم يا فتى، وهو يضحك …

وكان يوم الجمعة فاشتغلنا بالحديث، وكان حديثه يلذّ السّامع، فبينما نحن فى الحديث، والغلام توضّأ، فقال له الشّيخ: إلى أين يا مبارك؟ فقال: الجامع، فقال: وحياتى صلّيت، فخرج الغلام وجاء، فوجد النّاس [قد] خرجوا من الجامع، فقال الشّيخ منتصر: فقال لى الشّيخ عبد الغفّار: فخرجت فقالوا: كان الشّيخ أبو العبّاس فى الجامع والنّاس تسلّم عليه … ! فرجعت إليه فسألته، فقال: أنا أعطيت التّبدّل … !

وهذه الحكاية ذكرتها لغرابتها، وكيف يعقل أنّ الشخص الواحد، يكون فى الزّمان الواحد فى مكانين، يتكلم فى هذا ويصلّى فى ذاك … ؟! وهذا مفرّع على أنّ النّفس تدبّر جسدين!!


(١) فى س: «من يزعم».
(٢) الضمير يعود إلى الشيخ عبد الغفار.
(٣) فى ز و س: «وطلبك».
(٤) فى ز و س: «أخصاصا».

<<  <  ج: ص:  >  >>