للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولقد أحسن شيخنا العلّامة أثير الدّين أبو حيّان (١) حين يقول فى قصيدة (٢) له:

إنّ عقلى لفى عقال إذا ما … أنا صدّقت بافتراء عظيم

وقولى أنا فى مقامتى «اللبانية» من سياقة (٣) كلام ذكرته فيها، منه قولى:

فقل لمن قد هام فى حبّه … وكاد من قول له يصرع

دع عنك قولا قاله واتئد … فالتّيس من صدّق ما يسمع

وحكى لى الشّيخ الثّقة أثير الدّين المذكور قال:

كان الشّيخ كريم الدّين شيخ الخانقاه، عند قاضى القضاة الشّيخ تقىّ الدّين (٤) ابن دقيق العيد، وخرج من عنده وقال: هذا الكريم مجنون، كان الساعة يبحث ويقرّر أنّه يكون الشّخص فى مكان وجسده فى مكان آخر … ! ذا مجنون …

وفى الطّائفة الصّوفية جماعة تثبت ما تنكره بداهة العقول، وتوجد ما تنفيه العادات التى (٥) يقضى باعتبار حكمها فى شرع الرّسول، والإيمان بها (٦) عندى بدعة وضلالة،/ أفضى إليها فرط الجهالة، نعم لا ارتياب فى حصول الكرامات لمن خصّه الله بعنايته، ووفّقه لطاعته، لكنّ الكرامة جنس تحته أنواع، منها ما نثبته إذا ثبت لنا بمشاهدة أو نقل من يعتمد عليه، كإجابة دعوة وظهور بركة ونحوها، ومنها ما ننفيه كرؤية البارى فى الدّنيا، وإن ثبت ذلك للنبىّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد صرّح بتعزير من يدّعى ذلك الإمامان أبو محمد بن عبد السلام وأبو عمرو بن الصلاح، وسبقهما الإمام أبو الحسن


(١) فى ز «أبو حيان أمين الدين» وهو تحريف.
(٢) سقطت «فى قصيدة له» من ز و ط.
(٣) فى ز: «من ساقة كلام».
(٤) هو محمد بن على بن وهب، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٥) فى ز و ط: «الذى» وهو تحريف، وورد فى ز أيضا: «يقتضى» وهو تحريف كذلك.
(٦) الضمير هنا لهذه الطائفة الصوفية وما تؤمن به من عقيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>