للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الواحدىّ إلى إنكار ذلك، وإن كان الأستاذ القشيرىّ حكى عن إمكانه أنّ فيه خلافا عن الأشعرىّ.

ومنها ما نتوقف فى إثباته، وفيه خلاف بين الأئمة كإحياء الموتى، كما وقع للسيّد المسيح، وما أشبه ذلك مما وقع معجزة لنبىّ، وممّن منع من وقوع ذلك الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني، والله أعلم.

وقد حكى [لى] الشّيخ منتصر (١) عن الشّيخ أبى العبّاس نوعا من المكاشفة، وحكى الشّيخ عبد الغفّار (٢) فى كتابه قال:

كنت عزمت على الحجاز، وحصل عندى قلق عظيم، فبينما أمشى بالليل فى زقاق مظلم وإذا يد على صدرى، فزال ما كان عندى من القلق، فنظرت فوجدته الشّيخ أبا العبّاس فقال: يا مبارك القافلة التى (٣) طلبت الرّواح فيها تؤخذ، والمركب (٤) الذى تسافر فيها الحجاز تغرق (٥)، فكان كذلك … !

قال (٦): وكان متمسكا بالشّرع، ولا يكاد يخلو [وقتا] من عبادة، يمشى وهو يتلو القرآن بالنّهار، وبالليل يصلّى، وإذا مشى تسلّم عليه النّاس فيسلّم ويدعو لهم ولآبائهم، ويسمّى الشخص وأباه وجدّه، وإن كانوا من (٧) بلاد بعيدة غير معروفين، ويقول:

رحم الله أباك فلانا وجدّك فلانا، ويتعجب النّاس من ذلك.

وحكى أيضا أنّ قاضى عيذاب شرف الدّين (٨) محمد بن مسلم، كان هو وجماعة عند


(١) هو منتصر بن الحسن، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٢) هو عبد الغفار بن أحمد، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٣) فى ز و ط: «القافلة الذى» وهو تحريف.
(٤) فى ز و ط: «والمراكب الذى».
(٥) حق العبارة أن تكون: «والمركب الذى تسافر فيه الجماعة يغرق».
(٦) سقطت «قال» من ز و ط.
(٧) فى ز: «وإن كان من بلاد».
(٨) ستأتى ترجمته فى الطالع.

<<  <  ج: ص:  >  >>