للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فى قبضته أسرى، وأجرى أقلامه فى مضمار التّصنيف فكان إلى شفاء الغليل أسبق وأحرى، وجلا لباس الإلباس ببيانه وبنانه فألبس النّفوس حبورا والطّروس حبرا، وعلت منزلته بما (١) حواه فعدّه المنصف حبرا، وكان الأحرى أن يعدّه بحرا، هذا وهو الكثير الفضائل، القليل المماثل، العديم النّظير والأكفاء، المستند إلى بيت/ من المجد كبيت من النّظم سالم من السّناد (٢) والإكفاء، ما تعرّضت المشكلات إلّا أصاب شاكلتها بسهم (٣) نظره، ولا تعارضت المسائل إلّا أبان عرضها بجوهره، إن نظر فضل، وإن ناظر نضل، وإن تعاطى محاوره شأوه أفرده بوحشة الطريق فضلّ، فلله درّه إذ ارتفع بنفسه فوجد مرتفعا، واستقلّ بل استقرّ من الجلالة فى المكان اليفاع (٤) يفعا».

هذا ما لخّصته من هذه الخطبة، وهى طويلة حسنة، ووجدت له هذه الأبيات، يمدح بها الشّيخ الهمام موسى السّمهودىّ (٥):

لقد أصبحت مرموسا … إلى أن زارنى موسى

فأهدى الرّاح لى والرّو … ح فلا بأس ولا بوسى

فلا والله لا أدرى … أموسى هو أم عيسى

وتوجّه من مدينة قوص إلى [بلده] أرمنت لزيارة بيته، فتوفّى بها سنة اثنتين وستّين وستّمائة.


(١) فى س و ز: «مما حواه».
(٢) السناد: من عيوب الشعر، وهو اختلاف الأرداف، والردف حرف ساكن من حروف المد واللين يقع قبل حرف الروى، ليس بينهما شئ، والإقواء: من عيوب الشعر أيضا، وهو مخالفة قوافيه برفع بيت وجر آخر، أما الإقواء بالنصب فقليل، انظر: اللسان ٣/ ٢٢٢، و ١٥/ ٢٠٧، والقاموس ١/ ٣٠٣، و ٤/ ٣٨١.
(٣) فى س و ز: «بحسن نظر».
(٤) فى ز و ط: «النفاع» وهو تحريف.
(٥) فى ط: «السهمودى» وهو تحريف فالنسبة لسمهود، وموسى هذا هو الأمير أبو الفتح جمال الدين موسى بن يغمور بن جلدك السمهودى، وستأتى ترجمته فى الطالع.

<<  <  ج: ص:  >  >>