للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وينتظره، ويرسل يطلبه ويقول: يا رجل إذا كنت تخرج على ألّا تعود، أعلمنى فما أنتظرك.

وكان ريّض الأخلاق، حكى لى بعض أصحابنا أنّه فى زمن الصّيف، أغلق بابه وطلع إلى السّطح- وهو مكان مرتفع جدا- وإذا بشخص من الفلّاحين طرق الباب فكلّمه، فقال: انزل، فظنّ أنّ ثمّ أمرا مهمّا فنزل وفتح الباب، فقال: علم الدّين ابنك جاء إلى الساقية وسيّب المهر على الوجمة- يعنى جرن الغلّة- فقال: ماذا إلّا ذنب عظيم، اربط المهر وأغلق الباب، وطلع ولم ينزعج.

وله نظم فائق،/ ونثر (١) رائق، ومن مشهور شعره ما أنشدنى ابنه وغيره من أصحابه، القصيدة الحائيّة التى أوّلها (٢):

كيف لا يحلو غرامى وافتضاحى … وأنا بين غبوق (٣) واصطباح

مع رشيق القدّ معسول اللمى (٤) … أسمر فاق على سمر الرّماح

جوهرىّ الثّغر ينحو عجبا … رفع المرضى لتعليل الصّحاح (٥)

نصب الهجر على تمييزه … وابتدى بالصدّ جدّا فى مزاح

فلهذا صار أمرى خبرا (٦) … شاع فى الآفاق بالقول الصّراح

يا أهيل الحىّ من نجد عسى … تجبروا قلب أسير من جراح

لم (٧) خفضتم حال صبّ جازم … ماله نحو حماكم من براح


(١) فى س: «وأدب رائق».
(٢) انظر أيضا: الدرر الكامنة ٢/ ٤٦.
(٣) الغبوق: ما يشرب بالعشى؛ القاموس ٣/ ٢٧١.
(٤) اللمى: مثلثة اللام: سمرة فى الشفة؛ القاموس ٤/ ٣٨٧.
(٥) فى ا و ج: «لتعليل الصباح».
(٦) كذا فى التيمورية، وفى بقية الأصول: «عجبا».
(٧) ورد هذا الصدر فى الدرر: «كم خفضتم قدر صب جازم».

<<  <  ج: ص:  >  >>