للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصل/ إلى قنا لزيارة الشّيخ عبد الرّحيم، فجلس على الباب يوما وثانى يوم، ولم يؤذن له، وغيره يدخل، قال: فذكر أنّه فكّر فى سبب ذلك، فقام فى خاطره أنّه إنّما منع بسبب أنّه جاء على أنّه شيخ يزور شيخا، قال: وقلت: لو جئت على أنّى مريد أزور شيخا لأذن لى، فنويت ذلك، والخادم خرج وقال: باسم الله ادخل …

ورأيت هذه الحكاية بخطّ الشّيخ الحسن (١) أيضا، وكراماته كثيرة.

والمشهور فى وفاة الشّيخ رحمه الله تعالى، ونفعنا ببركاته، أنّه توفّى فى شهر صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، يوم الجمعة بعد صلاة الصّبح التّاسع من شهر صفر المذكور، وذكر ذلك الشّيخ علم الدّين (٢) المنفلوطىّ فى رسالته، وهو زوج بنت بنته، ومن جملة أصحابه.

وقال الشّيخ عبد العظيم (٣): فى أحد الرّبيعين، والأوّل هو الصواب، وقد رأيته مكتوبا على قبره، و [رواية] الشّيخ (٤) على ما بلغه.

وكانت وفاته بقنا، وقبره بجبّانتها يزار، ولا يكاد يخلو من زائر، قاصد [أ] وعابر، تقصده العبّاد، من أقصى البلاد، وتأتى إليه الخلائق من كلّ فجّ وواد، وتزدحم النّاس فى الدّفن عنده، ليستمنحوا رفده، حتّى إنّ القاضى الرّضى (٥) ابن أبى المنا أعطى جملة على ذلك، قيل ألف دينار، ولكلّ امرئ ما نوى.


(١) هو ابن صاحب الترجمة، وقد ترجم له المؤلف، انظر ص ٢٠٣.
(٢) هو إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر، وقد ترجم له الأدفوى، انظر ص ١٥٥.
(٣) هو الحافظ زكى الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوى المنذرى صاحب «الترغيب والترهيب» والمتوفى يوم السبت رابع ذى القعدة سنة ٦٥٦ هـ.
(٤) يقصد المنذرى.
(٥) هو إبراهيم بن عرفات بن صالح، وقد ترجم له الأدفوى، انظر ص ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>