للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأسوانىّ، فأخبرتها فتألمت كثيرا، فذكرت لها هذا الدّعاء، فتوجّهت إلى قنا وفعلت ذلك، فلم يقم الوالى إلّا أياما يسيرة وتوفّى …

وجماعة كثيرة يذكرون مثل ذلك، حتّى حكى لى بعض الفقهاء الحكّام- وكانت به حمّى الرّبع وقلق منها- أنّه توجّه إلى قنا، وطلع إلى الجبّانة وفعل ما ذكره، وأنّ الحمّى أقلعت عنه …

وله ولأمثاله من العارفين أحوال تتلقّى بالقبول والتّسليم، وفوق كلّ ذى علم عليم.

وممّا نظمته، وقد جرى بينى وبين شخص محاورة فى ذلك، فقلت:

ألا إنّ أرباب المعارف سادة … سرائرهم لله فى طيّها نشر (١)

هم القوم حازوا ما يعزّ وجوده … وجازوا بحارا دونها وقف الفكر

أطاعوا إله العرش سرّا وجهرة … فمكّنهم (٢) حتّى غدا لهم الأمر

فهم فى الثّرى غيث الورى معدن القرى … وهم فى سماء المجد أنجمها الزّهر

فطف بحماهم واسع بين خيامهم … ولا تستمع ما قال زيد ولا عمرو

إذا طفت بين الحىّ تحمى وتتّقى … بأسياف عزم دونها البيض والسّمر

ومن يعترض يوما عليهم فإنّه … يعود ومن نيل المنى كفّه صفر

وإذا وقعت العناية، وثبتت الولاية، وصحّت الرّواية، ونازع منازع بعد ذلك، فى أمر أجازه العقل ولم يمنعه الشّرع، كان النّزاع غواية، فنسأل الله تعالى التّوفيق والهداية.

أخبرنا أقضى القضاة (٣) شمس الدّين ابن القمّاح قال: قال لى الشّيخ العلّامة ضياء الدّين جعفر (٤) [بن محمد] بن سيّدى عبد الرّحيم المذكور: إنّ الشيخ القرشىّ (٥)


(١) فى س: «سر».
(٢) فى ا و ج: «فقربهم».
(٣) فى ا و ب و ج: «قاضى القضاة».
(٤) ترجم له الأدفوى، انظر ص ١٨٢.
(٥) هو أبو عبد الله محمد بن أحمد السابق ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>