للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى أنّه من جهة الشّيخ عبد الغفّار، ثمّ حضر بعد أيّام عزّ الدّين الرّشيدىّ «أستادار (١)» نائب السّلطنة [الشّريفة] الأمير سيف الدّين سلّار، فنزل إليه شخص من النّصارى اسمه «النّشو» كان يخدم عندهم، فتكلم فى القضية، فاجتمع العوامّ ورجموا، ووصل الرّجم إلى حرّاقة الرّشيدىّ، فاتّهم الشّيخ عبد الغفّار فى ذلك، وسافر/ الرّشيدىّ إلى القاهرة، ثمّ بعد أيام حضر أمير إلى قوص، ومسك جماعة من الفقراء وضربهم، وأخذ الشّيخ عبد الغفّار وتوجّه إلى مصر، ورسم للشّيخ أن يقيم بها، ولا يطلع إلى الصّعيد، ثمّ بعد مدّة لطيفة حصل للرّشيدىّ مرض، وتهوّس وتلاشى حاله، واستمرّ فى أتعس حال إلى أن توفّى، فقال من يحبّ الشّيخ: إنّه إنّما أصابه ذلك بسبب تشويشه على الشّيخ.

وبعد مدّة توفّى الشّيخ بمصر فى الثامن من ذى القعدة سنة ثمان (٢) وسبعمائة، وبلغنا أنّه أوصى إذا جعل فى القبر أن ينزع عنه الكفن، ويبقى بالشّدادة بغير كفن عريانا، ليلقى الله مجرّدا، وأنّه فعل ما وصّى به، واشترى كفنه بجملة خمسين مثقالا.

وله بظاهر قوص رباط كبير حسن البناء، أقام فيه الشّيخ سنين كثيرة، وكان الشّيخ فقيرا، فقيل إنّ المعين له على بناء الرّباط الزّين ضامن الجوّالى، كان يصحب الشّيخ، وكان الشّيخ يحبّه ويثنى عليه ويعتقد فيه، ذكره فى كتابه وأثنى عليه.

وله بقوص أحوال معروفة، ومقالات موصوفة، عفا الله عنه ورحمه.


(١) هى اختصار «أستاذ الدار» وهو من يتكلم فى إقطاع الأمير مع الدواوين والفلاحين وغيرهم، وإليه أمر البيوت السلطانية كلها من المطابخ والشراب والحاشية والغلمان؛ انظر: معيد النعم/ ٣٩، وخطط المقريزى ٢/ ٢٢٢.
(٢) فى طبقات الشعرانى ١/ ١٨٨، ورد أن وفاته كانت «سنة نيف وسبعين وستمائة» وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>