للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصحابه إلّا الشّيخ أبو يحيى (١) ابن شافع، لكان فى فضله قانع، فكيف وله أصحاب كالبدور، والاتّفاق [على] أنّه القطب الذى عليه المعارف فى زمنه تدور، وأنّه له تصرّف وتمكّن، وتضلّع فى المكارم وتيقّن (٢)، والذى اختصّ فى زمنه بهذه الطرائق، ودارت عليه الحقائق، وانتفع ببركته الخلائق.

قرأ القراءات على الفقيه ناشى (٣)، وسمع الحديث من الشّيخ أبى عبد الله محمد بن عمر القرطبىّ، وقد ذكره الحافظ عبد العظيم المنذرىّ فقال: اجتمعت به فى قنا فى سنة ستّ وستمائة، وظهرت بركاته على الذين صحبوه، وهدى الله به خلقا [كثيرا]، قال:

وكان حسن التّربية للمريدين، ينظر فى مصالحهم الدّينية وتكثيرها والثّبات عليها، وانتفع به جماعة.

وذكره الشّيخ علم الدّين أبو الطّاهر إسماعيل (٤) المنفلوطىّ فى رسالته، وذكر شيئا من أقواله وأحواله، وقال: دخلت عليه فى مرضه فسألته عن حاله، فسمعته يقول:

«سألت ما الذى بى؟ فقيل لى: ابتليناك بالفقر فلم تشك، وأفضنا عليك النّعم فلم تشغلك عنّا، وما بقى إلّا مقام أهل الابتلاء، لتكون حجّة على أهل البلاء».

قال: وسمعت زوجته عائشة ابنة الشّيخ عبد الرّحيم (٥) تقول: سمعته يردّد هاتين الكلمتين وحده مرارا فى مرضه: «السّلام عليكم والسّلام على من اتّبع الهدى».


(١) ستأتى ترجمته فى الطالع.
(٢) فى ب والتيمورية: «وتفنن».
(٣) هو ناشى بن عبد الله، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٤) هو إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر، انظر ترجمته ص ١٥٥.
(٥) هو عبد الرحيم بن أحمد بن حجون، انظر ترجمته ص ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>