للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وكان فى مرضه يحبّ الخلوة، ويأنس بالوحدة، ولمّا كان عند وفاته كرّر الشّهادتين ثمّ قبض.

قال: وسمعت فقيرا من أصحابنا يقول: حضر قوّال ودفّ وشبابة، وعملوا والشّيخ فى ناحية، فأنشد القوّال:

/ أغضبت إذ زعم الخيال بأنّه … إذ زار صادف جفن عينى مغمضا

لا تغضبى إن زار طيفك فى الكرى … ما كان إلّا مثل شخصك معرضا

وافى كلمح البرق صادف نوره … غسق الدّجنّة (١) ثمّ للحال انقضى

فكأنّه ما جاء إلّا زائرا … للقلب يذكر من وصالك ما مضى

وحياة حبّك لم أنم عن سلوة … بل كان ذلك للخيال تعرّضا

يا ضرّة (٢) القمرين من كنف الحمى … وربيبة العلمين من وادى الغضى

قال: فلمّا أنشد البيت الثالث: «وافى كلمح البرق» قام الإمام للسّماع، وقام الفقراء لقيامه، وخلع على القوّال رداء كان عليه، ثمّ خلع الجماعة أثوابهم.

وله رحمه الله [تعالى] أصحاب انتشروا فى الآفاق، وكرامات تضيق عنها بطون الأوراق، وصحبه جماعة من العلماء كالشّيخ مجد الدّين علىّ (٣) بن وهب القشيرىّ، والشّيخ أبى القاسم المراغىّ، ورفاعة (٤) وابن عبيدس، وله كلام فى التّوحيد والحكم.

أخبرنا الشّيخ الفاضل المقرئ المحدّث المسند أبو عبد (٥) الله محمد بن أحمد


(١) الدجنة- بالضم فى الدال والجيم، وبكسرتين أيضا، وتشديد النون المفتوحة- الظلمة والغيم المطبق المظلم الذى لا مطر فيه؛ القاموس ٤/ ٢٢١.
(٢) فى س: «يا جيرة القمرين».
(٣) ستأتى ترجمته فى الطالع.
(٤) هو رفاعة بن أحمد بن رفاعة، انظر ترجمته ص ٢٤٥.
(٥) ذكر قبل ذلك أنه «أبو القاسم»، وسيذكره فى آخر الترجمة مكنيا له بأبى القاسم أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>