للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالتّدريس على مذهب الشّافعىّ، ووقفت على إجازته بخطّ الشّيخ العلّامة بهاء الدّين هبة الله بن عبد الله ابن سيّد الكلّ القفطىّ، مؤرخة بشهر ربيع الأوّل، من شهور سنة تسع (١) وخمسين وستّمائة.

وله نظم، أنشدنى ولداه الشّيخان أبو العبّاس أحمد، وأبو عبد الله محمد، قالا:

سمعنا والدى غير مرّة ينشد لنفسه هذا «الدّوبيت» وهو:

يا عين بحقّ من تحبّى (٢) نامى … نامى فهواه فى فؤادى نامى

/ والله وما قلت ارقدى عن ملل … إلّا لعسى تريه فى الأحلام

وله غير ذلك.

ثمّ صحب الشّيخ عليّا الكردىّ، قدم عليهم قوص، فاجتمع عليه الشّيخ تقىّ الدّين أبو الفتح محمد القشيرىّ، والشّيخ جلال الدّين أحمد الدّشناوىّ، والشّيخ كمال الدّين هذا، وعبد الخالق (٣) ابن الفقيه نصر، وجماعة [أخر]، ولازموا الذّكر بمسجد الجلال بقوص.

حكى لى القاضى نجم الدّين أحمد (٤) القمولىّ أنّ الشّيخ كمال الدّين رأى مرحاضا قد أخرج ما فيه ووضع بجانب المسجد، فقال فى نفسه: لا بدّ أن أحمل هذا، فنازعته نفسه فى ذلك، فإنّه من بيت رياسة وأصالة، وسيادة وعدالة، فقال: لا بدّ من ذلك، ثمّ استدرجها إلى أن حمله فى النّهار، ومرّ به فى حوانيت الشّهود، حتّى تعجّبوا منه، ونسبوه إلى خبل فى عقله.

ثمّ سافر من قوص إلى القاهرة، واجتمع بالشّيخ إبراهيم الجعبرىّ،


(١) فى الدرر: «سنة ٦٥٧».
(٢) فى س: «تجنى»، وفى الدرر: «تجى».
(٣) فى ب والتيمورية: «عبد الحق».
(٤) هو أحمد بن محمد بن مكى، انظر ترجمته ص ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>