للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولزمه وانتفع به، ثمّ استوطن إخميم وبنى بها رباطا، وظهرت بركاته، وانتشرت كراماته.

حكى لى صاحبنا الفقيه الفاضل العدل علاء الدّين علىّ (١) بن أحمد الأسفونىّ رحمه الله، وكان ثقة فى نقله، قال:

كنت بأدفو أخذت فى العبادة، ولازمت الذّكر مدّة، حتّى خطر لى أنّى تأهّلت، قال: وكان أخى جلال الدّين غاب عنّا مدّة وانقطع خبره، فحضر شخص وأخبر أنّه قدم من «الواح» (٢) ونزل مدينة سيوط، فسافرت إلى سيوط فلم أجده، فصحبت شابّا أمرد نصرانيا، ورافقته فى الطّريق إلى سوهاى (٣)، المقابلة لإخميم، وصار ينشدنى طول الطّريق شعرا، وكان جميلا [جدّا] قال: ففارقته من سوهاى، ووجدت ألما كثيرا لمفارقته، فدخلت إخميم وعندى وجد بذلك النّصرانىّ، فحضرت ميعاد الشّيخ كمال الدّين [بن عبد الظّاهر]، فتكلّم فى الميعاد على عادته، ونظر إلىّ وقال: لا إله إلّا الله، ثمّ أناس يعتقدون أنّهم من الخواصّ، وهم من عوامّ العوامّ، قال الله تعالى:

«قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ» والنّحاة يقولون: «من» للتّبعيض، ومعنى التّبعيض ألّا ترفع شيئا من بصرك إلى شئ من المعاصى، ثمّ قال: حكى لى فقير قال:

كنت فى خدمة شيخ فمررنا بدار، وإذا بامرأة جميلة، ورأسها خارجة (٤) من طاق،


(١) انظر ترجمته ص ٣٦٥.
(٢) انظر الحاشية رقم ٧ ص ٧.
(٣) ذكرها ابن مماتى فى الأعمال الإخميمية، انظر: قوانين الدواوين/ ١٥١، كما ذكرها ياقوت فى معجم البلدان ٣/ ٢٨٦، وابن الجيعان فى التحفة/ ١٩٠، ويقول ابن دقماق: «هى مدينة كبيرة عامرة ذات أسواق وجامع ومدارس وفنادق وغير ذلك، وهى من أعمر مدن هذا الإقليم، وبها قاض مقيم … » ألخ؛ انظر: الانتصار ٥/ ٢٧.
ويقول على مبارك: «المشهور المستعمل بين عامة الناس أنها بالجيم فى آخرها، والصحيح الذى فى كتب التواريخ والوثائق القديمة أنها بالمثناة التحتية، بدل الجيم، والنسبة إليها: سوهائى، وهى مدينة قديمة بالصعيد على الشاطئ الغربى للنيل بين أسيوط وجرجا .. » ألخ؛ انظر: الخطط الجديدة ١٢/ ٦٥، وانظر أيضا: القاموس الجغرافى ٤/ ١٢٨، ورحلة مجدى/ ١٠٩، وقاموس بوانه/ ٣٦١.
(٤) كذا فى الأصول، والصواب «خارج»؛ لأن الرأس مذكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>