للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تتطلّع إلى الشّارع، فوقف الشّيخ زمانا يتطلّع إليها، فأعجبت من ذلك، ثمّ بعد ساعة والشّيخ صاح صيحة عظيمة، وإذا بالمرأة نزلت وقالت: أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أن محمدا رسول الله-/ وكانت نصرانية- قال فالتفت الشّيخ إلى الفقير فقال: نظرت إلى الجمال، فقال: أنقذنى من هذا الكفر، فتوجّهت إليه، فالشّيخ ما نظر إلى حسن الصّورة، وإنّما نظر إلى صورة الحسن فى حسن الصّورة، فمن أراد أن ينظر إلى النّصرانىّ فلينظر كذا … ! قال علاء الدّين: فصرخت ووقعت.

وحكى لى صاحبنا جمال الدّين محمد بن علىّ بن معلّى، أحد الأكابر العدول بقوص، قال: حضرنا فى إخميم فى شهر رمضان، فى العشر الأخير من الشّهر، ليلة عند الشّيخ كمال الدّين، ونحن جمع كثير، وفينا شرف الدّين (١) ابن والى الليل، فقرأ شخص بحضرة الشّيخ كمال الدّين: «قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً [إنّه هو الغفور الرّحيم]»، فقال الشّيخ:

أنا قلت: إنّ الله قد غفر لكم أجمعين، قال جمال الدّين: فقلت فى نفسى: وشرف الدّين ابن والى الليل قد غفر له، فالتفت الشّيخ إلىّ وقال: الرحمة إذا جاءت، جاءت كالسّيل لا تبقى حجرا ولا مدرا ولا قذرا.

وحكى لى شيخنا الفقيه العالم تاج الدّين (٢) محمد ابن الشّيخ جلال الدّين أحمد الدّشناوىّ قال: كنت عند الشّيخ بإخميم، وكنت يوما فى خلوة، وعندى بعض ضعف أجده فى نفسى، والشّيخ كمال الدّين يتكلّم فى الميعاد، فقلت: إن كان هذا الشّيخ رجلا صالحا، يرسل إلىّ السّاعة قطعة سكّر ونارنجة من هذه الشّجرة، وإذا بابنه الشّيخ أبى العبّاس أحمد، أحضر إلىّ زبديّة وفيها سكّر، ومعها نارنجة، فسألته


(١) هو محمد بن يوسف بن رمضان، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٢) هو محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، وستأتى ترجمته فى الطالع، وجاء فى النسختين ا و ج:
«سراج الدين» وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>