للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فتوجهت إليها، فقصد الريّس أن يتجوّه (١) وقال: هذا للأمير سيف الدّين، قلت:

حاشا، الأمير يكذّب البعيد (٢)، وأرقت الخمر، فقال الأمير: أفلحت.

وكان بعض النّصارى أسلم، وله ولد نصرانىّ وأولاد ولد أطفال، فقام فى إلحاقهم بجدّهم وأفتى به، متّبعا ما حكاه الرافعىّ عن بعضهم وقال إنّه الأقرب، وجرى فى ذلك صراع كثير، وألحق بعضهم بجدّه، فقيل إنّ النّصارى تحيّلوا حتّى سقوه سمّا، فحصل له ضعف وإسهال توفّى به.

حكى لى رحمه الله تعالى أنّ بعض أولاد الشّيخ تقىّ الدّين القشيرىّ، نقل عنه لجدّه الشّيخ تقىّ الدّين كلاما من جملته: أنّى قلت: أنا أفقه منه قال: وصرت أحضر عند الشّيخ الدّرس، وأرى فى نفسه منّى شيئا، فقال/ الشّيخ يوما فى الدّرس- وقد ذكروا موانع الميراث- ثمّ مانع آخر، وأمهلتكم فيه شهرا، قال: فأخذت فى استحضار القرآن الكريم، ثمّ فى الحديث النّبوىّ، فجرى على ذهنى قوله صلّى الله عليه وسلّم: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث»، فقلت يا سيّدى وإن (٣) كان مفقودا فى زماننا، فشعر أنّى عرفته، فقال: قل، فقلت: النّبوّة.

وكنت أتنازع أنا وابن ابنه فى التّدريس فى مدرسته، فلم يساعد الشّيخ علىّ، وكان رحمه الله فيه إحسان لطلبة العلم والتّقديم لهم، وكان يصحب قاضى القضاة شمس الدّين السّروجىّ الحنفىّ، فكان إذا سافر إلى القاهرة، يذكر له كلّ سفرة جماعة من الطلبة المعروفين بالخير، ويحضر سجالات لهم من غير أن يسألوه.

وكان- إذا كان بالقاهرة، وقصد شخصا من رؤسائها- يقول لغلامه: قل له:


(١) أى يتكلف الجاه.
(٢) تعبير سائد من قديم حينما يقص المتكلم حكاية خطاب وقع له مع إنسان لإنسان آخر، والمعنى هنا «يكذبك»، ولكنه عدل عن كاف الخطاب حتى لا يسئ بذلك من حيث لا يقصد إلى الأمير.
(٣) فى ب والتيمورية: «ولو كان».

<<  <  ج: ص:  >  >>