للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

/ وله نثر جيّد، وقفت على عدة «أجائز» لطلبته نثر فيها [نثرا] جيّدا، ومن أحسنها إجازة شمس الدّين عمر (١) بن المفضّل بالفتوى والتّدريس، نقلتها من خطّه، ابتدأها بعد سؤال شمس الدّين له الإجازة فقال:

«استخير الله تعالى فى الإيراد والإصدار، وأعتصم به من آفتى التّقصير والإكثار، وأستغفر الله فيما فرط فى الجهر والإسرار، وأقول:

«إنّى ذاكرت فلانا زيّنه الله بالتّقوى، وحرسه فى السرّ والنّجوى، فى فنون من العلوم الشّرعية، العقليّة والنّقليّة، فألفيته يرجع إلى معقول صحيح، ومنقول صريح، واطّلاع على المشكلات، واصطلاع بحلّ المعضلات، لا سيّما فى فقه المذهب.

فإنّه أصبح فبه كالعلم المذهب، وقام بعلم العربيّة والتّفسير، فصار فيهما العالم النّحرير، وقد أجبته إلى ما التمس، وإن كان غنيّا بما حصّل واقتبس، فليدرس مذهب الإمام الشافعىّ رضى الله عنه لطالبيه، وليجب المستفتى بقلمه وفيه، ثقة بفضله الباهر، وورعه الوافر، وفطرته الوقّادة، وألمعيّته المنقادة، والله تعالى ينفعنا وإيّاه بما علمناه، ويرفعنا بذلك لديه فما القصد سواه».

وتخرّج عليه خلق كثير، منهم أولاده الشّيخ تقىّ الدّين، والشّيخ سراج الدّين موسى، والشّيخ تاج الدّين أحمد، وتلامذته الأئمة الشّيخ بهاء الدّين القفطىّ، والشّيخ جلال الدّين الدّشناوىّ، والشّيخ محبّ الدّين الطّبرىّ، والشّيخ ضياء الدّين جعفر (٢) بن محمد بن عبد الرّحيم الحسينىّ، والنّجيب (٣) بن مفلح، كلّ هؤلاء علماء فضلاء شيوخ، وتليهم جماعة [قضاة] كالقاضى شمس الدّين أحمد (٤) بن قدس، والقاضى


(١) هو عمر بن عبد العزيز بن الحسين، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٢) انظر ترجمته ص ١٨٢.
(٣) هو عثمان بن مفلح، انظر ترجمته ص ٣٥٨.
(٤) هو أحمد بن محمد بن هبة الله، انظر ترجمته ص ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>