للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفقيه سراج الدّين يونس (١) الأرمنتىّ، والقاضى نجم الدّين أحمد (٢) بن ناشى، كلّهم أيضا فقهاء مفتيون، ومن الغريب أنّه مالكىّ المذهب، والذين تخرّجوا عليه شافعيّة، لا نعرف مالكيّا انتفع به ذلك الانتفاع.

وكان رحمه الله كثير الصّوم يصوم الدّهر، ملازما لقيام الليل، كثير التّلاوة حتّى حكى عنه تلميذه الشّيخ بهاء الدّين (٣) أنّه كان كلّ يوم يختم القرآن العظيم مرّتين مع شغله.

وتولّى الحكم بأسيوط ومنفلوط وعملهما، رأيت مكتوبا عليه فى سنة ثنتى عشرة وستّمائة، ولمّا ولّى السّبكىّ (٤) قضاء القضاة بالدّيار المصريّة، فوّض إلى الشّيخ ما فوّض إليه.

وصنّفت/ تلامذته فى حياته، وصنّف الشّيخ بهاء الدّين فى حياته «شرح الهادى» ورأيت خطّ الشّيخ على تصنيفه، ونفع الله به خلقا كثيرا، وأظهر به فضلا كبيرا، وكشف به غمّا، وأنار به أبصارا عميا، وأسمع به آذانا صمّا.

ولد بمنفلوط فى شهر رمضان المعظّم سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وتوفّى بقوص يوم الأحد بعد الظّهر ثالث عشر المحرّم سنة سبع وستّين وستمائة، وقبره بظاهرها يزار، زرته مرّات والحمد لله.


(١) هو يونس بن عبد المجيد، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٢) انظر ترجمته ص ١٥٠.
(٣) هو هبة الله بن عبد الله، وستأتى ترجمته فى الطالع.
(٤) هو شرف الدين أبو حفص عمر بن عبد الله بن صالح بن عيسى السبكى الفقيه المالكى، مولده فى عشر ذى الحجة سنة ٥٨٥ هـ، وتوفى بالقاهرة ليلة الخامس والعشرين من ذى القعدة سنة ٦٦٩ هـ ودفن بمقابر باب النصر؛ انظر: ذيل المرآة لليونينى ٢/ ٤٦١، وابن كثير ١٣/ ٢٦٠، والسلوك ١/ ٥٩٦، وحسن المحاضرة ١/ ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>