للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرؤساء الأعيان، أحد كرماء الزّمان، رحل من بلده أسوان إلى قوص ثمّ إلى/ القاهرة للاشتغال، وأقام بالقاهرة سنين يشتغل على الشّيخ الإمام أبى محمد عبد العزيز ابن عبد السلام، وقرأ المعقول على الأفضل الخونجىّ (١)، وكانت تأتى إليه الكتب من أهله فلا يقرؤها، حتّى حصل مقصوده من العلم.

وكان فقيها نحويّا، أديبا شاعرا، كريما جوادا، تولّى الحكم بأسوان، ثمّ عزل وأقام بها، وكان قد استدان من شخص يقال له ابن المزوّق مبلغا له صورة، فحضر إليه [إلى] أسوان ليأخذ دينه، فنزل عنده وأقام مدّة، ثمّ فقد ووجد مقتولا، فاتّهم به شمس الدّين هذا، وشقّ عليه نسبة ذلك إليه، وطلب إلى القاهرة بسبب ذلك، وقام معه العلماء الأعيان، وأثنوا عليه وأبعدوا ذلك عنه، وحاله شاهد ببراءته.

وله نظم حسن: أنشدنى صاحبنا الشّيخ الصالح الفاضل الثّقة ضياء الدّين (٢) منتصر بن الحسن بن منتصر خطيب أدفو قال: أنشدنى القاضى الفقيه العالم، مفتى المسلمين، عمر بن عبد العزيز ابن المفضّل الأسوانىّ لنفسه، وقال لى: أنشدنى الشّيخ الإمام أبو محمد ابن عبد السلام هذا البيت، وطلب من جماعة أن يكملوا عليه، والبيت الذى أنشده الشّيخ [هو] قوله:

لو كان فيهم من عراه غرام … ما عنّفونى فى هواه ولاموا

قال: فنظمت أنا:

لكنّهم جهلوا لذاذة حسنه … وعلمتها فلذا سهرت وناموا

لو يعلمون كما علمت حقيقة … جنحوا إلى ذاك الجناب وهاموا


(١) هو محمد بن ناماور بن عبد الملك أبو عبد الله الشافعى قاضى القضاة، ولد فى جمادى الأولى سنة ٥٩٠ هـ، وتوفى بالقاهرة يوم الأربعاء خامس شهر رمضان سنة ٦٤٦ هـ.
(٢) ستأتى ترجمته فى الطالع.

<<  <  ج: ص:  >  >>