أو لو بدت أنواره لعيونهم … خرّوا ولم تثبت لهم أقدام
ولحبّه عزّت مراتبى الّتى … ذلّت فعندى بالغرام غرام
فبقيت أنظره بكلّ مصوّر … وبكلّ ملفوظ له استعجام
وأراه فى صافى الجداول إن جرت … وأراه إن جاد الرّياض غمام
لم يثننى عمّن أحبّ ذوابل … سمر وأبيض صارم صمصام
مولاى عزّ الدّين عزّ بك العلا … فخرا فدون جداك منه الهام
لمّا رأينا منك علما لم يكن … فى الدّرس قلنا إنّه إلهام
جاوزت حدّ المدح حتّى لم تطق … نظما لفضلك فى الورى النّظّام
/ لولاك عزّ الدّين تنعش خاطرى … ما كان لى فى البلدتين مقام
فعليك يا عبد العزيز تحية … وعليك يا عبد السلام سلام
قال: وكان ذلك بمجلس الدّرس، فقال لى: أنت إذا فقيه وشاعر، فقلت: هذه الشهادة من مولانا أوفى جائزة.
ورأيت هذه القصيدة والحكاية بخطّ شيخنا تاج الدّين (١) الدّشناوىّ، فقال:
إنّه لم يعرف للشّيخ عزّ الدّين غير هذا البيت الأوّل.
ورأيت بخطّ [الشّيخ] شمس الدّين من نظمه قوله:
أصبح القلب سليما … فى هوى حسن سليمه
وغدا الحبّ مقيما … وسط قلبى وصميمه
يا ابنة العرب صلينى … أنت فى النّاس كريمه
لا جزى الله جميلا … كلّ من ينسى قديمه
(١) هو محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، وستأتى ترجمته فى الطالع.