أبى الدّمع إلّا أن يفيض وأن يجرى … على ما مضى فى مدّة النّأى من عمرى
وما لى إن كفكفت ماء محاجرى … وقد بعدت دار الأحبّة من عذر
أما إنّه لولا اشتياقى لذكرهم … ولا شوق إلّا ما يهيّج بالذّكر
لما شاقنى نظم القريض ولا صبا … فؤادى على البلوى إلى عمل الشّعر
فما لى وللأيّام كدّرن موردى … وبدّلننى من حلو عيشى بالمرّ
تناهين من ظلم إلىّ إساءة … فيا عجبا من أمرهنّ ومن أمرى
وألجأننى بالرّغم منّى لمعشر … يضيق لما ألقاه من كيدهم صدرى
أقلّب طرفى لا أرى غير كاشح … طوى مستكنّات الضّمير على وتر
[منها]:
/ على أى ذنب أنكرتنى معارف … يميلون بعد العرف منّى إلى النّكر
[ومنها]:
عذيرى من قوم علىّ تخرّصوا … بإفكهم المشهور فى غابر الدّهر
غفرت لهم ما كان إلّا اختلاقهم … أباطيل أقوال تشقّ على الحرّ
وقد ضقت ذرعا باحتمال أذاهم … وأعوزنى عن حمل آلامهم صبرى
أقابل بالمكروه من كلّ وجهة … وتطرقنى الأكدار من حيث لا أدرى
أظنّ ليالى الدّهر كانت تسرّ لى … على ما أعانيه ضروبا من الغدر
فبدّلت بعد العزّ منّا بذلّة … وعوّضت بعد اليسر فى النّاس بالعسر
ونازعنى فى الأمر من كان عاجزا … وفاخرنى من كان ينحطّ عن قدرى
وما نالنى المكروه إلّا لأنّنى … تجنّبت من دون الورى طرق الشرّ
وعاملت أبناء الزّمان بعفّة … وصفحى لمّا عاملونى بالمكر
فذنبى إلى الأقوام أنّى مباين … لفعلهم المحظور فى السرّ والجهر