للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنّى امرؤ لا أرتضى بمذلّة … تمزّق من عرضى وترفع من قدرى

ولست أرى لى غير ذين إساءة … سوى نسب يعزى إلى سادة غرّ

إلى الله أشكو ما يكابد منهم … فؤادى وما يلقى من البؤس والضرّ

يمرون بى يبغون نيل إساءة … وقد سحبوا أذيال أردية الكبر

[منها]:

أعيذك إنّ القوم من كان فيهم … فقيرا رموه بالقطيعة والهجر

وعدّوه ذا نقص وإن كان كاملا … وغودر فيما بينهم خامل الذّكر

وقد أصبح المرموق فيهم بسؤدد … ورفعة قدر فى الوجود هو المثرى

وإن كان ذا جهل وجبن وخسّة … وتلك وبيت الله قاصمة الظّهر

لقد فسدت أحوالهم بترفّع ال … أسافل منهم وانحطاط ذوى القدر

متى ارتفع الأذناب بان برفعها … لعينيك عورات تباح مدى الدّهر

فلا ساد نذل فى الأنام ولا علا … فإنّ علوّ النّذل ممّا به يزرى

وكان رحمه الله [تعالى] صحيح الودّ، حافظ العهد، كان له صاحب بقوص، حصل فى نفس القاضى منه شئ، وقال للجماعة: من اجتمع بفلان لا يجتمع بى، وشدّد فى ذلك، فجاء الأمير مجير الدّين إلى القاضى فقال: أشتهى أن تستثنينى؛ فإنّ/ له علىّ صحبة وحقّا، وما يمكن أن نقطعه.

ولمّا ماتت زوجته حزن حزنا كثيرا، وظهر عليه الحزن، وكان يتأوّه كثيرا، ونظم عدّة قصائد، ولم يزل كئيبا إلى حين وفاته.

وكان قاضى القضاة الشّيخ تقىّ الدّين ولّاه النّظر على رباع الأيتام بالقاهرة، فلمّا توفّى الشّيخ تركها وتوجّه إلى قوص، وأقام بها إلى حين توفّى فى سنة إحدى وعشرين وسبعمائة فى شوّال، وقد بلغ ثلاثا وثمانين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>