يا سيّد الأبرار أنت شفيعنا … وإليك يأوى الموجع الحيران
دارك ببرّ منك من لا يرتجى … بشرا سواك إذا جفا الخلّان
يا خاتم الرّسل الكرام وصاحب ال … آى العظام ومن له البرهان
نلنا بمولدك الكريم كرامة … منها غدا الشّيطان وهو مهان
وتزلزلت أركان كسرى كلّها … بوجوده وتفطّر الإيوان
وأضاء بالشّام القصور وأخمدت … بعد الوقود لفارس النّيران
ولطالما التهبت ولم يخمد لها … لهب خبا ومضت لها أزمان
وتداعت الأصنام طرّا نكسا … بعد السموّ وخرّت الأوثان
/ والجنّ قد رجمت بشهب عند ما … استرقت لها نحو السّما آذان
وبه البشائر قد توالت جمّة … وافت بها الأحبار والرهبان
وبدا الهدى بوجوده لمّا بدا … والرّشد دان والضلال مبان
يا خير من وطئ الثّرى وأجلّ من … فاضت له بالمكرمات بنان
يا من سما قدرا على ملأ السما … يا من عليه نزّل القرآن
أنت الوفىّ أمانة أنت التق … ىّ سلالة ولك العلا والشان
ونعم لك الوجه البهىّ وكفّك الرّ … حب النّدىّ وخلقك القرآن
حزت الجمال مع الجميل كلاهما … فإليك يعزى الحسن والإحسان
فبمن عليك صلاته وسلامه … ولديك منه الرّوح والرّيحان
لا تنسنا من فضل جاهك عند ما … تطوى السّماء وينشر الدّيوان
صلّى عليك الله ما هطل الحيا (١) … وسرى النّسيم ومالت الأغصان
وعلى صحابتك الذين أتاهم … من ذى الجلال النّصر والرّضوان
(١) الحيا: المطر؛ اللسان ١٤/ ٢١٥.