للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واتّفق لشهاب الدّين (١) أنّ زوجة ابن عمّه نجم الدّين (٢) القمولىّ وقعت فيه، وقالت إنّه سقى ابنتها (٣) سمّا، وقتلها ظلما، فطلب الآخر فحضر، وجرى من أمره ما جرى به القدر، وضرب مرّة بعد مرّة، وأخذ جميع ما جمعه فصار بين يديه حسرة، وصرفا عن العمل، بما قدّما من العمل، وأعقبتهما الأيّام، جملة من الآلام، وزال عنهما اسم الحكّام، وانقضت تلك الأحكام [كما قيل]:

ثمّ انقضت تلك السنون وأهلها … فكأنّها وكأنّهم أحلام

ثمّ تولّى بعد سنتين وشهرين ابن السّديد النّيابة، خارج باب النّصر بالقاهرة، مدّة لطيفة، وجلس بها جلسة خفيفة، والدّهر إذا أدبر يبس عوده، وبعد عوده.

ثمّ تولّى قاضى القضاة عزّ الدّين عبد العزيز، ابن قاضى القضاة بدر الدّين محمد ابن جماعة، فلم يولّه أمرا، ولا رفع له قدرا، وذهب مع من ذهب، ولا وجد من ينجده بالذّهب، وما نفعه ما أهدى وما وهب، ومضى وفى قلبه من القضاء نار ذات لهب، وما كلّ وقت ينفع فيه بذل المال، ولا كلّ حال ينصلح فيه الحال، والولايات لها أجل، والأمور بيد الله عزّ وجلّ:

والنّاس فيه تباينوا وتخالفوا … مثن عليه ومن يذمّ وساكت

وحنا عليه شامت ممّا به … يا ويح من يحنو عليه الشّامت

ولد بأسنا فى سنة ثمان وسبعين وستّمائة، فيما أخبرنى به بعض أقاربه.


(١) هو أحمد بن عبد الرحيم القمولى المنافس لصاحب الترجمة.
(٢) هو أحمد بن محمد بن مكى، انظر ترجمته ص ١٢٥.
(٣) كذا فى ا و ج، وفى بقية الأصول: «سقى ابنيها سما وقتلهما ظلما».

<<  <  ج: ص:  >  >>